تاريخ النشر: 01/12/2001
الناشر: دار الشؤون الثقافية العامة
توفر الكتاب: الكمية محدودة
نبذة نيل وفرات:"انتصر العراق في 1988/8/8 على العدوان الإيراني، وبدت تلوح في الأفق بعد ذلك بوقت قصير بوادر الإعداد لعدوان جديد عليه، بصورة مباشرة من الغرب والصهيونية هذه المرة وليس بالنيابة عنهما". من خلال هذه الفقرة تتضح الخطوط الأساسية التي حولها نسجت هذه الرواية، والتي وعلى ما يبدو وكأنها متابعة لمسيرة ...الحركة التاريخية الجهادية التي نمت في خلايا معاني رواية "زبيبة والملك".
في هذه الرواية "القلعة الحصينة" يجنح الكاتب إلى إبراز مسار الأحداث بالمقارنة مع ما حصل على الساحة العراقية إبان الحربين الإيرانية وأم المعارك، دون أسطرة الحدث، وبالمقابل دون أن يعني ذلك استغنائه عن الرمز. يتصل القارئ مباشرة بالمناخ الروائي الجهادي من خلال "صباح" الشخصية المحورية للقصة والذي يتنازعه عليها "شاترين" البطلة المحورية. ومن مجريات الأحداث التي تدور في أجواء المعارك النضالية زرع الروائي بذرة قصة حب بينهما نمّاها أيضاً في تربة جهادية، جاعلاً عناصر تغذيتها الدوافع النضالية والوطنية والفكرية التي كان البطل صباح يتمتع بها.
لذا، فقد عمد الكاتب إلى بناء الهيئة الدرامية لروايته على قيمة الحدث وأثره في متابعة القصد "الهدف".. وفي تحفيز الإنسان "قيمة الرواية العليا" لصياغة موقفه من القضايا والأحداث والوقائع، وهو بذلك يقدم أسلوباً جديداً في سرده لفصول بنائه الملحمي، حتى بدا كأنه تصوير لا تستطيع المخيلة العادية بناءه، ما لم تمتلك دقة رؤية، وبعد نظر، وخيال بلاغي... فهو وإن استفاد من أسلوبيات السرد الروائي المعتادة؛ إلا أنه أسلوب الترادف المبلور لهيكلة الحدث، لا تفتيتها... وتلك حالة جديدة لم تعتمد الرواية العراقية على تبنيها إلا قليلاً.
وهكذا ترتسم أمام القارئ لوحات تكوّن حياة الإنسان العراقي بكل أبعادها الحياتية وتطلعاتها المصيرية في محاولة لتصوير حياة ومواقف لا يلهو أصحابها وإنما يقدمون الروح من أجل سيادة الخير فيها، وتحقيق صمود إرادة تتدفق من خلاله فرص التعبير عن الأهداف برؤية عقلانية جريئة، وعن المبادئ بسير أخلاقية مجيدة، ما تلبث أن تتجسد بصيغة رموز، أو مواقف تعبيرية، أو دلالات ترتبط بالأرض، والمصير والخيار المقصود والدفاع عنه. من زاوية أخرى حاول الكاتب تجسيد البعد الزمني للعمل بصورة لا تحتمل تنازع الرأي، أو تغيير القناعات، معتمداً بذلك احتواء ما يثيره لدى المتلقي، وذلك بالاعتماد على دوافعه وتصوراته وخبراته المؤلفة لتاريخ طويل، كان الموقف فيه ضد البقاء للإنسان، وما يحمله من كرامة وعزة نفس وإباء... ذلك التاريخ الذي تراه مجسداً بصورة ناطقة، عندما تستحضر الشخوص دواخلها، لتخلق تحسساً مقصوداً لما تبتغيه، وما ترنو إليه، ولتتصل حواضر الزمن المعاش مع كل مرجعيات التاريخ، وفصول إرثه المجيد، باجتهاد منطقي وإبداعي، جمعي وفردي. إن الكاتب يعبر بأدواته عن حالة توحد بين المسافة والهدف "وتلك حكمة سومرية الأصل"، وكذلك بين مكونات النص، التي صيغت بروح تأمل وهيبة سؤال، ومتعة رد هادئة تفضي لاحترام حوار الآخر... إقرأ المزيد