تاريخ النشر: 01/01/1992
الناشر: دار المدى للطباعة والنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:هذا هو الكتاب الأخير لبيير داكو صدر في أصله الفرنسي عام 1990، وهو متمم لكتابه السابق "علم النفس الجديد وطرقه المدهشة" الذي تمت ترجمته ولاقى رواجاً في كافة البلدان العربية، وذلك دليل بلا ريب على الرصيد الكبير الذي يتمتع به هذا العالم النفسي العظيم في العالم العربي وعلى أهمية ...الطروح العلمية والمنهج الذي يتبعه.
لقد تميزت مؤلفاته ببساطة العرض وعمق الموضوع وشموليته. فقد خرج من النظريات النفسانية القائمة على معالجة أعراض السلوك وتطويعه بدلاً من إزالة المسببات الانحرافية التي مالت إليها النظريات الأميركية الداتسونية والروسية البافلوفية وتجاوز أيضاً النظرة الفرويدية الإرجاعية التي تقلص الموجود البشري إلى بعدٍ واحد وعقيدة أودبية تدّعي شرح أحوال الإنسان كافة: الفنية والاجتماعية والدينية والثقافية بما هي محصلة لها؛ وأن الخافي من نفس الإنسان هو سلبياته وطفولياته التي تتحكم به، بينما هو يرى، على مثال معلميه يونغ وبودوان، أن المركب في الإنسان وحدة مندمجة في البيئة بكل مستوياتها الثقافية والطبيعية والكونية, وأنه كون مصغر تجري فيه كل الأفاعيل الواعية والخافية؛ وأن نفسه الخافية قائمة فوق بحار وسيعة وسع الكون تمد فيه نشائبها وتمتح منه الروز والمعاني والصور الإنسانية والإلهية. النفس الخافية إن هي إلا متصل الفرد مع العوالم الأخرى اللامرئية.
وفي هذا الكتاب يتكلم داكو عن الحرية فهي أشبه بمنجم لم يحسن استغلاله، وهو يراها بعيدة كل البعد عن معظم المعايير الملقّنة أو المفروضة. إنها أولاً حرية الذات، الحرية الداخلية في التصور والتخيل والاستشعار. وللبلوغ إليها يعرض داكو على القارئ وسائل وتصوراتٍ استقاها خاصة من خبرته التحليلية الطويلة مع فئات المجتمع المختلفة. لا بد أولاً من تحرير الذات من السجون التي كبلتها خاصة في مراحل الطفولة والمراهقة، ومن المفاهيم المزيفة الشائعة إلى حدٍ بعيد بين الناس، وذلك من خلال تحليل الأطياف المنبعثة باستمرار من الخافية وردها إلى أصولها واستخلاص معانيها الشفائية. ثم يتكلم عن الذكاء تلك الخاصية العظيمة التي يتمتع بها الكائن البشري، فيعرض أمام القارئ ما يكتنفه من معيقات تحول دون تفتحه ووسائل لتنميته وتوسيعه بحيث يكون حقاً جؤجؤ الفرد في خضم التصرفات البشرية والأحداث الاجتماعية والكونية. ويجري كل ذلك بأسلوب عميق بسيط مباشر إذا ما تواكب مع قليل من التأني والتمعن لدى القارئ أدى إلى نتائج تعدّل على نحو تدريجي راسخ لسلوكيته نحو الأفضل وتزيد من مردودياته وإبداعياته. إقرأ المزيد