العرب وعصر العولمة، المعلومات: البعد الخامس
تاريخ النشر: 01/10/2001
الناشر: المركز الثقافي العربي
نبذة نيل وفرات:ليست تكنولوجيا المعلومات والاتصالات انقلاباً أو تطوراً تدريجياً وإنما ثورة ونقلة نوعية شاملة في تاريخ الإنسان في الربع الأخير من القرن العشرين. وتتقدم هذه الثورة، في كل الاتجاهات وتتداخل بعمق أكبر في حياة الإنسان المعاصر ومجتمعه، لذا فإن كثرة المعلومات ووفرة الحصول عليها عقدت الحياة الإنسانية، وخلقت نوعاً من ...البيروقراطية الحادة وحصرت مهمة الجنس البشري في هدف واحد هو اقتناء المعلومات وحسب، وبالتالي تطلبت مراكز لتصفية المعلومات ذات الفائدة والعلاقة.
وهناك مخاوف من أن تدمر التكنولوجيا العصرية المدنية الإنسانية وتنزع المواطن من إنسانيته وتحوله إلى مواطن معلومات وانترنت، وبالتالي قد تؤدي إلى فقدان القيمة العملية للتجمعات البشرية. وربما هناك ما هو أخطر، فبالرغم من زيادة التقنية الحديثة لكفاءة الإنسان وإنتاجيته، فقد استبدل الإنسان بالكومبيوتر في كثير من النشاطات، الأمر الذي جعل العقود الدائمة للموظفين والمستخدمين شيئاً من الماضي، والذي أنتج الكثير من الفقراء والقلة من الأغنياء.
إن الصراع اليوم من أجل الحياة يعتمد اليوم على التفكير، والبقاء من نصيب الذي يفكر بوتيرة أسرع وفاعلية أكفأ، مما زاد في اختراعات وإبداعات المجتمعات المتقدمة في هذا الميدان وتفاعلها مع فلسفة العصر الجديد وثقافتها ومراحل تطورها. بينما أكثرية المجتمعات وبلدان العالم الفقير ومن بينها بلدان العالم العربي، على الطرف الآخر من هذا الشق العلمي، مدمنة على الاستهلاك البحت، واستهلاك إنتاجات التقنية الحديثة، والتبعية العلمية، بحيث ينبثق عنها بالضرورة البقية الاقتصادية الاجتماعية.
أمام هذه المعطيات يقف العالم العربي على مفترق طرق، فإما أن يبقى مستهلكاً، وإما ن يجد لنفسه موطأ قدم كمساهم وكمبدع وكفاعل في إنتاج المعلومات. حول هذا المحور يدور موضوع هذا الكتاب الذي يسعى من خلاله المؤلف إلى إبراز الدور الفاعل الذي يجب أن يلعبه العالم العربي أمام ثورة المعلومات المتسارعة موضحاً الإمكانات التي يمتلكها والطاقات التي يجب أن يوظفها في المسار الصحيح في هذا العالم في المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية وحتى الاجتماعية في هذا العالم الذي أضحى متحرك التحولات كالكثبان الرملية.نبذة المؤلف:تعاني المكتبة العربية من نقص فاضح في الكتب والدراسات لمواضيع المعلومات والاتصالات الإلكترونية والمعرفة المكثفة، والتي تمثل قطيعة بالغة الأهمية في تاريخ البشرية أكثر من أي فترة مضت. ولا توجد سوى بحوث عربية قليلة لمناقشة الطبيعة التقنية وتحليل انعكاساتها على المجتمع والاقتصاد والسياسة من جانب، وعولمة الأفكار والثقافات من جانب آخر. والأهم مناقشة سلبيات وإيجابيات هذه الحقبة الهامة لأجل استيعاب حركة التغيرات وموقعنا من هذه التطورات الهائلة.
ونحن على عتبة القرن الـ21، أمام العرب جملة من التحديات والصعوبات، وكل موازين القوى التكنولوجية والاقتصادية والعسكرية في المنطقة يميل لغير صالحهم. كما تلوح أمام العرب الفرص التي يتوجب استثمار طاقاتهم وتوجيهها بالشكل الجديد عبر القنوات العصرية.
أقدّم هذا الإسهام المتواضع للقارئ العربي بهدف التوعية بما يجب علينا القيام به، مواجهة النقص الذي نعانيه من تكنولوجيا المعلومات والمعرفة. إقرأ المزيد