العولمة ورهائن تهيئة المجالات المحلية، بلاد خمير بتونس
تاريخ النشر: 01/09/2001
الناشر: دار محمد علي للنشر
نبذة نيل وفرات:إن تسمية خمير قد ظهرت في الفترة العربية وتعني مجموعة قبائل يربط بينها روحياً الولي الصالح عبد الله بن خمير بن عمر. وحسب هذا التحديد فإن قبائل خمير تمتد حتى حوض مجردة الأوسط وداخل التراب الجزائري حالياً. وقد تشكلت أهم المقومات المحلية لبلاد خمير التي هي موضوع البحث في ...هذا الكتاب في القرن التاسع عشر بسبب الأوضاع التي مرت بها البلاد التونسية وهي المجموعة التي تعيش بين ربوات فرنانة وسهل طبرقة، والتي تصدت إلى الباي عند محاولة وضع حدّ فاصل بين سهل طبرقة والجبل، واتحدت لمواجهة الاحتلال الفرنسي.
وقد اكتسبت هذه القبائل عادات وتقاليد مشتركة، وكوّنت علاقات في شكل اسواق دورية وموزعة مجالياً وشبكة من المسالك فيما بينها وأصبحت ممثلة في وفد أو شيخ يوحد بينها. وصارت هذه المجموعة تعيش نفس الواقع الاقتصادي والاجتماعي بعد "الاستحواذ" على مجالها.
وقد حاول الباحث عن طريق العمل الميداني والمحادثات مع سكان المجالات الانتقالية تحديد بعض أسس المجال المحلي كالانتماء والدفاع والروابط الاجتماعية والثقافية والعلاقات والمبادلات، والتطلعات المستقبلية. وتوصل من خلال ذلك إلى وضع حدود تقريبية. وقد جاء ذلك ضمن بحث تضمن ثلاثة أبواب وتسعة فصول، اهتم الباحث في الباب الأول منه بالاختيارات الوطنية الكبرى (التهيئة المائية والتهيئة الغابية والتهيئة السياحية) لإبراز تأثيرات التهيئة العمودية في المجالات المحلية. وتناول في الباب الثاني التهيئة النقاطية: المحاور والمراكز وبرامج التنمية لإبراز استراتيجيات السكان، والعلاجات الآنية التي ترتب عنها مشاكل مجالية كالانحباس والحركة المجالية للسكان وتنامي البيئة القروية. وخصص الباب الثالث لدراسة إمكانيات التهيئة والتنمية المحلية على أساس تصورات جميع الأطراف والتوقعات المستقبلية ومبادئ نابعة من الواقع المحلي. وذلك لتقديم جملة من المقترحات العملية التي يمكن أن تضاف إلى تصورات أخرى لإعداد مثال توجيهي وأمثلة تفصيلية لتهيئة وتنمية بلاد خمير.نبذة الناشر:شهد العقد الأخير من القرن العشرين اهتماماً متزايداً بالمجالات المحليّة. بمعنى البلد أو البلاد. سواء أكان ذلك في الدراسات الأكاديمية أم في التصوّرات التنموية الجديدة (التنمية المستديمة والتنمية من القاعدة والتنمية الذاتية...) ويعكس هذا الاهتمام نزعة معاكسة لما ستصبح عليه العلاقات والتكتلات الإقليمية في العالم.
ويتنزّل هذا الكتاب في إطار تلك النزعة، إذ هو يدرس وضعية المجالات المحلية والنظام العالمي الجديد (العولمة) وخاصة المجالات الداخلية المهمشة والتي لم تستفد من مرحلة التوازن والتدخل العمومي رغم تعدّد المتدخلين وتباين الاستراتيجيات، لا سيما أن هذه الوضعية بدأت معالمها تتضح في إطار النزعة الجديدة للتنظيم المجالي في البلاد التونسية أو ما يصطلح عليه بالسوحلة الجديدة.
إن هذا الكتاب رغم اعتماده على دراسة محلية يطرح سؤالاً مهما يشمل المجالات والبيئة والتنمية بكل معانيها، ويجعل من "التهيئة الترابية" مشروعاً اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً، تتشعّب رهانات نجاحه في ظل عولمة ساعية إلى تقسيم حاد لمجالات التنمية. إقرأ المزيد