تاريخ النشر: 01/01/2002
الناشر: دار الآداب
نبذة نيل وفرات:شهد القرن العشرون العصر الذهبي الثاني للشعر العربي بعد العصر العباسي، وارتفعت فيه قامات عدد من الشعراء الذين يطاولون عماليق الإبداع في الآداب العالمية كلّها، لكن المشهد الشعري في نهاية القرن-على منجزاته العظمى-تحوطه الغيوم مثلما كانت تنوشه في بدايته، والباحث في كتابه هذا يحاول تبديد هذه الغيوم عبر اجتراح ...مسالك جديدة وجريئة في فتح قنوات التواصل الجمالي مع الجمهور؛ لأن الشعر هو الذي يحمل جينات الروح العربي الوراثية، وهو الذي يجد في اللغة ويضمن لها البقاء، واللغة هي بنك الذكاء القومي، والشعر في نهاية الأمر هو جوهر الفنون ولا بد أن يتوهج بازدهارها-ولهذه الغاية كان وقوف الباحث على أهم ظواهر الشعر العربي اللافتة وتحولاته الكبيرة في القرن العشرين، وذلك لاستشراق آفاق الشعرية في القرن الجديد ولاستبانة موقعنا فيه من منظور تاريخي وتقني في الآن ذاته. راصداً لها لتلك الغاية مظاهر التحول في الشعر العربي من خلال: سرعة الإيقاع وتحول الوظائف وذلك على ضوء أعمال شعرية لشعراء مثلوا دور الريادة في هذا المجال.
ففي ظاهرة سرعة الإيقاع التي كانت أبرز ظاهرة خطيرة في مسار الحركة الشعرية خلال هذا القرن والتي تمثلت في نموذج ثلاثي لسرعة الإيقاع تابعها الباحث من خلال أربع ثورات شعرية متتالية والتي اشتعلت في مسافة قصيرة تاريخياً. الأولى تلك التي شرعها البارودي ثم مضى من أثرها شوقي وحافظ الزهاوي والرصافي خلال العقود الأولى من هذا القرن التي حققت هدفها في بعث التيار الأصيل في الشعر العربي-والمتمثل في العودة إلى المثل العليا في الشعرية القديمة، وتطويعها لبعض مقتضيات التحديث في التجربة والصياغة، لكن مع غلبة الطابع الخطابي الاجتماعي عليه. وأما الثورة النابعة في الحركة الشعرية فقد تابعها الباحث من خلال السمة الوجدانية، والمسحة الرومانسية التي حمل لواءها جبران، ميخائيل نعيمة، إيليا أبي ماضي، وجناح مدرسة الديوان في مصر بزعامة وعضوية العقاد وشكري والماني، ثم الشابي وعلي محمود طه وإبراهيم ناجي وغيرهم. تلك الثورة الوجدانية ظلت عنيفة ولاهبة إلى منتصف القرن دون أن تخمد حتى اليوم. وأما الثورة الثالث التي تابعها الباحث فهي ثورة شعر التفعيلة الذي سمّي بالشعر الحر، التي واكبت المد القومي في العراق والشام ومصر، والتي هزت وبعنف منظومة التقاليد الشعرية وغيرت لأشكال القصائد التي كان من أبرز روادها السياب ونازك والبيّاتي ونزار قباني وعبد الصبور وحجازي وخليل حاوي وغيرهم. وأخيراً فقد تابع الباحث الثورة الرابعة والتي تحلت في حداثة مجلة شعر وبدايات قصيدة النثر وغلبة الاتجاه التجريدي في شعر أدونيس والماغوط وعفيف ومطر وغيرهم.نبذة الناشر:تتناول هذه الدراسة أبرز الظواهر في مسار الحركة الشعرية خلال هذا القرن، بدءاً بحركة الإحياء مع شوقي وحافظ وغيرهما خلال العقود الأولى لهذا القرن، ثم الحركة الوجدانية من جبران إلى نعيمة وأبي ماضي وغيرهم، ومن بعدها حركة الشعر الحرّ وهزّها العنيف لمنظومة التقاليد الشعرية ودخولها منطقة الصراع الايديولوجيّ القوميّ الاشتراكيّ ومن أبرز رموزها السيّاب ونازك والبيّاتي ونزار قباني وغيرهم. أما الثورة الرابعة فغلبت عليها النزعة التجريدية وبدايات قصيدة النثر مع أدونيس والماغوط وعفيفي مطر وغيرهم من فيالق الشباب المبدع الذي تحتلّ دراسة شعرهم القسم الأكبر من هذا الكتاب. إقرأ المزيد