تاريخ النشر: 01/01/1999
الناشر: دار الأرقم
نبذة نيل وفرات:الأدب نتاج العقول ولقاح الأفهام، وزينة المجالس، وفاكهة السُمّار. تهفو إليه النفوس، وتستمع بما فيه من سحر البلاغة والبيان، وتصغي إليه الأسماع؛ فتلذذه بروائع الكرام، وعذب الألحان. وقراءة الأدب تزود القارئ بزاد قيم من الأفكار، والمعارف، والمعلومات. وتنمي لديه القيم الروحية، والخلقية، والإنسانية، والاجتماعية، وتحرك عواطفه، وتطلعه على تراث ...أمته وحضارتها، لأن الأدب سجل يحفظ تلك الحضارة، وهو الميراث الذي يرثه الخلف من السلف، فيأخذون منه، ويضيفون إليه وهكذا تستمر حركة الأمّة محافظة على الأصالة والتجديد معاً. وكتاب "العقد الفريد لابن عبد ربه، يعد من المصادر الأدبية التي لا يستغنى عنها، لما له من مكانة لدى الأدباء والعلماء القدامى والمحدثين على السواء، لما ضمّنه صاحبه فيه من جواهر الحكم، ولآلئ الكلام، وغرائب القصص، ونوادر الأخبار، ومنتقى الأشعار ومختلف الفنون والآثار فجاء-بحق-عقداً لما أسماه مصنفه ولكن بيواقيته وجواهره من متخير الكلام وسحر البيان.
وإذا علمنا أن أركان الأدب وأصوله أربعة كتب في تراثنا الأدبي-كما يقول ابن خلدون في مقدمته-هي أدب الكتاب لابن قتيبة، والكامل للمبرد، والبيان والتبيين للجاحظ، والنوادر لأبي على القالي، أدركنا مدى أهمية كتاب "العقد" الذي اصطفى مؤلفه مادته، وتخيرها من هذه الأصول الأربعة، فضلاً عما ترامى إلى سمعه وبصره من كتب الأدب الأخرى.
ونظراً لأهمية هذا الكتاب، فقد سارع المحقق "بركات يوسف هبود" إلى تحقيق الكتاب وإخراجه بحلته الجديدة ليأتي هذا الأثر من آثار أجدادنا متكاملاً من حيث الشكل والمضمون على السواء. وتجلى عمله بـ: أولاً: المقابلة بين النسخ، ثانياً: ضبط الحركات وعلامات الترقيم وإضافة العناوين الفرعية وتبحير الأبيات الشعرية، ثالثاً: تخريج الآيات القرآنية تخريجاً كاملاً، ذاكراً رقم السورة، فاسمها ومكان نزولها، رابعاً: تخريج الأحاديث النبوية من مصادرها، خامساً: تخريج الأمثال الواردة في المتن، سادساً: وضع ترجمة للاعلام الواردة في المتن، سابعاً: شرح المفردات الغريبة الواردة في المتن بشيء من الإيجاز، ثامناً: وضع مسارد فنية وأخرى للموضوعات، تسمح للدارس أو الباحث من العودة إلى ما يريده بسرعة وسهولة. إقرأ المزيد