تل اللحم: قصة مرايا سيد مسلط
(1)    
المرتبة: 9,828
تاريخ النشر: 01/05/2001
الناشر: دار الساقي للطباعة والنشر
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)


نبذة نيل وفرات:"برهة قصيرة تطلعت حولي. شعرت بنفسي وحيداً وسط ظلام المقبرة، صوّبت بصري باتجاه المقبرة، فرأيت على الجدار القريب من الباب، شبحاً بلباس أبيض، متمثلاً بشكل امرأة، في الحقيقة، شكله الخارجي امرأة، بلباس أبيض، بشعر أبيض، بجسم أبيض، بشفافية مفرطة، غير طبيعية، مثل مرآة، واقفة عند نهاية قمة جدار المقبرة، ...رافعة يديها، وكأنها بدأت للتو بالصلاة، ولكن وهي مدلية ظهرها للقبلة، ركزت النظر عليها، ولم أصدق ما رأيته، حاولت بطريقة أو بأخرى تفسير المشهد بشكل منطقي لكي أعرف، فيما إذا كان ما أراه حقيقياً أم خيالياً، ولكن قبل أن أصل إلى قرار، رأيت أضوية تخطف، تشبه أضوية قطار يمرّ بسرعة جنونية، وسط الظلام الذي كان ما يزال مسيطراً، وهي لا تزال واقفة كما هي، مثل تلك الحمامة التي ضلت طريقها، حينها عرفت، علي أن أسير بخطوات أسرع، خلف تلك المرأة، المرأة التي أحبها، أو المرأة التي بدأت أحبها، وفي النهاية، فقط معها، مع مرايا سيد مسلط، يمكنني الخروج من المقبرة، مقبرة الغرباء 'تل اللحم'."
بشيء من الواقعية، وبكثير من الخيال يصوغ نجم والي روايته "تل اللحم" التي تختلط فيها الأوراق: الحرب العراقية، قصص الحب، الأساطير، الأوهام، تختلط تلك الأوراق بإبداع الإنسان لينسج عالماً يدخله القارئ بوجل، يضيع في أرجائه، ينصت إلى إيقاعات الراوي الإنسانية الفلسفية، الحياتية، يمضي معه في استدراجاته، بشغف لمتابعة حكايته إلى آخر حروفها.نبذة الناشر:"الحكي مثل الصنارة، كلما علق فيها طعم لذيذ، زاد الصيد؛ كلما روى المرء، زاد نهمه للروي، مثله الذي يسمع القصة أو يقرأها... هذا هو ما يفعله راوي هذه الرواية معنا؛ فهو يجعلنا مع كل سطر يرويه، نزداد نهماً لمعرفة مسار القصة، غافلين عن شرك نصبه لنا في البداية بتلك الجملة التي استعارها من الفرنسي بوريس فيان ""هذه القصة حقيقية لأنني اخترعتها أنا""... ومع قراءة كل جملة، نريد أن نعرف أننا لسنا مخدوعين، حتى لو أن كل ما نقرأه مخترع بأكمله، وحتى لو اختلط كل شيء بين الحقيقة والوهم، بين الله والشيطان.
""تل اللحم""؟ هل هي قصة المكان الذي يقع قريباً من مدينة سوق الشيوخ، في العراق عند تخوم البادية الجنوبية، والذي ترى على أطرافه المقبرة المسماة باسمه، التي لا يعرف أحد متى وجدت، مثلما لا يعرف أحد هوية المدفونين فيها؛ هل هي مقبرة لدفن الغرباء الذين مروا بالمدينة وحسب؟ أم هي قصة المكان الذي أطلق فيه الجنرال الفرنسي ""بلزاك"" قائد قوات التحالف البرية في حرب الخليج، النار على نفسه، بعد تسلمه الأوامر بالتوقف هناك, هو الذي كان يحلم بالزحف باتجاه بغداد؟ أم هي قصة حب بين جندي عائد من حرب فاق وصفها الجحيم وبين امرأة هاربة من مستنقع وحل الذكور الواسع, في زمن الصخب والعنف؟
من يدري؟... في ""تل اللحم"" تختلط كل القصص: قصة ""معالي سيد مسلط"" بقصة ""مرايا سيد مسلط""؛ قصة ""شجرة آدم""، بقصة ""إفطيّم بيّ دَيّ"" أو بقصة ""الحمامة"" التي ضلت طريقها، بقصة القحبة ""نجمة""، أو بقصة ""نجم والي""؛ قصة ""عسلة لاويّ اليهودية""، بقصة ""ملك""، أو بقصة عازف الجلو ""ربيع""...
""تل اللحم"" رواية الجحيم العراقي، رواية حربين عراقيتين طويلتين... رواية الموت اليومي... رواية الحب حلماً، يرويها نجم والي، كاشفاً للعالم وجهه الحقيقي." إقرأ المزيد