بين السياسة والديبلوماسية ذكريات ومذكرات
تاريخ النشر: 01/03/2001
الناشر: دار النهار للنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:لعلّ الشعر العربي الفلسطيني، بين سائر الشعر العربي والشعر العالمي، يقف وحده متميزاً بخصوصية منحته إياها استثنائية قضيته وظروف شعبها، منذ أن ظهرت القضية الفلسطينية وطرأت على سطوح الخريطة السياسية في دوامة العبة العالمية الكبرى. فهو شعر معاناة ومصابرة ومجالدة وجهد بالشكوى ضد التسلط والاستبداد الفردي أيام الدولة العثمانية، ...وهو شعر كفاح أيام الوطن في ظل الانتداب البريطاني، وشعر مقاومة ومواجهة بعد احتلال الوطن من قبل الصهاينة، وشعر اغتراب وعذاب واضطراب في الأرض للخارجين المبعدين عن الوطن، الضاربين في الآفاق، يتراوحون بين شفقة مذلة مهينة واستضافة غير مرحّب بها في أكثر الأحيان والبلدان. لكن أكثر الذي كتبوا، وبحثوا، ودرسوا في الشعر الفلسطيني، من الباحثين المحدثين، تجاوزوا هذه الحقيقة وغفلوا من هذا الواقع، وهم يكادون يختصرون فصول الشعر الفلسطيني بداية من أواخر القرن التاسع عشر... حتى اليوم. بفصل شعر المقاومة وحده دون غيره، فتراهم يشطبون شعراء الفصول الأخرى، جميعاً، لحساب شعراء المقاومة داخل الوطن المحتل، في العهد الذهبي للمقاومة الباسلة، أو ربما لنخر بعينه من شعراء المقاومة، ثم يختمون بالشمع الأحمر على ما سوى ذلك، قصداً، أو جهلاً، لذا فإن أية دراسة تاريخية للشعر العربي المعاصر في فلسطين، يجب أن تعود إلى بداياته إلى منابعه الأولى التي نهل منها، وبنى على قواعدها وأساسها شعراء الأجيال اللاحقة. وهذا الكتاب يشكل مرجعاً أساسياً في هذا المجال إذ أن الباحث عمد إلى تقديم المشهد العربي الفلسطيني منذ نشأته وبمختلف مراحله وتطوره ومسيرته في القرن العشرين الميلادي وتحديداً بداية من عام 1900م وحتى اليوم. وذلك من وقعه أولاً كأديب عاش قريباً من حركة الشعر العربي المعاصر بعاقه، وحركة الشعر العربي الفلسطيني بخاصة، وكقارئ متذوق، وكشاعر مشارك في إنتاج الشعر، وكصحفي وإعلامي قريب من صميم حركة النشر والاتصال الجماهيري في عديد من البلدان العربية، وكعضوٍ مشارك في معظم المؤثرات والندوات والملتقيات الشعرية والأدبية العربية والإقليمية منذ الستينات. وقد اختار الباحث الشعراء الذين تضمنهم هذا الكتاب، وفق الأسس التالية: 1-الشعراء الراحلون. ثم اختيار كل شاعر كان له دور ملموس،ومشهود له، في مسيرة الشعر العربي المعاصر بعامة في فلسطين، بغض النظر عما إذا كانت للشاعر دواوين مطبوعة أم لا. 2-الشعراء الذين ما يزالون على قيد الحياة: ثم اختيار كل شاعر له ديوان مطبوع أو وردت مختارات من شعره في مجموعات أو منتجات أو دراسات أدبية مطبوعة. 3-الشعراء الذين كتبوا القصيدة العامودية والشعر الحرّ: أورد الباحث لكل منهم نموذجاً أو أكثر من شعره العامودي، ونموذجاً أو أكثر من شعره الحر، وذلك بقدر ما توفر له. 4- قصيدة النثر: استبعد الباحث كل الذين كتبوا هذا النوع الأدبي الذي شاع مؤخراً على اعتبار أن مسألة ما يسمى بـ"قصيدة النثر" ما تزال موضع خلاف بين الدارسين والباحثين، ولم يحسم أمرها بعد. وقد قام الباحث بترتيب أسماء الشعراء على حروف الهجاء، وفق الاسم الأول للشاعر، وحسب اللقب أو الكنية التي غلبت عليه واشتهر بها بين الناس بالنسبة لشعراء كأبي سلمى، ثم وفق الاسم الثاني (اسم الأب)، فاسم العائلة،وذلك بغض النظر عن بلدانهم، وأجيالهم، والمذاهب الفنية التي يتدرجون في أطرها. لقد أبرز الباحث من خلال عمله هذا، بالإضافة إلى الدور التوثيقي الذي امتاز به، أبرز هذا العمل ما كان للشعر الفلسطيني، والذي ما زال، من دور نؤثر عبر مسيرته في إبراز القضية الفلسطينية والدفاع عنها، وتصوير معاناة أنسافها وعذاباته ومآسيه. فاستطاع، عبر رحلته الطويلة، أن يبدع لنفسه لغته وأدواته ويشكل خصوصيته المتميزة في سياق الحركة الشعرية العربية العامة في الوطن الكبير، وأن يثري هذه الحركة بنكهة عبقرية خاصة هي خلاصة أجيال الدم العربي الفلسطيني المطلول على ثرى القداسة الطهور. إقرأ المزيد