تاريخ النشر: 01/01/1989
الناشر: دار الكتاب اللبناني للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:"ابن بشكوال" هو "أبو القاسم خلف بن عبد الملك بن مسعود بن موسى بن بشكوال بن يوسف بن واحة بن داكة بن نصر بن عبد الكريم بن واقد الخزرجي الأنصاري"؛ كان مولده بمدينة قرطبة سنة (494هـ) وفيها كانت نشأته، وعن شيوخها تلقى، وبها أملي، غير أن إقامته بقرطبة لم ...تكن متصلة بعدما شب وأصبح شيخاً يؤخذ عنه ويلتفت إليه، فكان يراوح بين قرطبة وأشبيلية، دولي بأشبيلية قضاء بعض جهاتها لأبي بكر بن العربي وعقد الشروط ببلده، ثم اقتصر على إسماع العلم، وهذه الصناعة كانت بضاعته.
كان "ابن بشكوال" متسع الرواية، شديد العناية، عارفاً بوجوهها، حجة فيما يرويه ويسنده، مقلداً فيما يلقيه، مقدماً على أهل وقته في هذا الشأن معروفاً بذلك، حافظاً حافلاً إخبارياً تاريخياً مقيداً وذاكراً لأخبار الأندلس القديمة والحديثة، وخصوصاً لما كان بقرطبة، روى عن الكبار والصغار، وسمع العالي والنازل، وكتب بخطه علماً كثيراً، وأسند عن شيوخه نيفاً وأربعمائة كتاب بن كبير وصغير؛ ولقد كان يؤثر القنوع بالدون من العيش، ولم يتدنس بخطه تحط من قدره، حتى لم يجد أحد إلى كلام فيه من سبيل.
توفي "ابن بشكوال" (578هـ) وكان عمره إذ ذاك 83 سنة، وقد دفن بقرطبة وصلى عليه حاكمها حينها "أبو الوليد هشام بن عبد الله بن هشام"، وهذا العمر المديد اتسع لكثير من المؤلفات، يقول عنها ابن فرحون، وألف خمسين تأليفاً في أنواع مختلفة، وكتابه هذا "الصلة" وصله "ابن بشكوال" بما ضمنه ابن القرضي كتابه: "تاريخ أعلام الأندلس" وهو ترجمة لرجال علماء الأندلس حيث بدأ فيه "ابن بشكوال" من حيث انتهى ابن الفرضي ولم يشملهم في عصره، ليمضي من ثم "ابن بشكوال" ويحصر من جاؤوا بعد عصر ابن القرضي إلى السنة التي انتهى إليها وهي سنة (534هـ)؛ هذا وإن جهد "ابن بشكوال"، وإن كان على منهج ابن القرضي عرضاً وترتيباً، غير أن فيه إفاضته شيئاً، وعذر ابن القرضي في إختصاره أنه كان يكتب عما وعته ذاكرته، يحضر شيء ويغيب عنه شيء، ولكن جهد "ابن بشكوال" كان فيه إعتماد على مراجع بذاتها.
والكتاب لا شك مرجع من المراجع التي لا يمكن إغفالها عند الحديث عن الحياة في الأندلس عامة سياسية وثقافية وإجتماعية، واليوم يعاد إخراج هذا الكتاب محققاً بأجزائه الثلاثة في سلسلة المكتبة الأندلسية (المجلد 11).نبذة الناشر:11-12-13-الصلة. إقرأ المزيد