تاريخ النشر: 01/01/1992
الناشر: دار الآداب
نبذة نيل وفرات:في روايته "حجارة بوبيللو" يستمد أدوار الخراط مادته الروائية من مدلول الإله (أبولو)، وتأويلاته الفنية، والمتجددة في الأعمال الإبداعية بشكل عام، وفي السياق الجمالي الفريد الذي يقدمه هذا الإله الذي ترتبط صورته بالنور، والجمال، والموسيقى، والرعاة، حتى يروى أنه "سحر الحجارة – أثناء بناء أسوار طروادة مع بوسيدون ... ...فتحركت من موضعها المحدد خلال لعبه بالقيثارة"، وكما تطورت إيحاءات أبولو عند كثير من الكتّاب والنصوص، فإن إدوارد الخراط هنا يحول أصالة البناء، والبهجة الأبولونية باتجاه الظلال، والتشبيهات التي يخلفها التجسد، والحضور الواقعي في النص، دون أن يتعمق في وصف المشاعر المأساوية، ولذلك فإن النقاد اعتبروا نص (حجارة بوبيللو) – بحد ذاته – أنشودة للكينونة المؤقتة، والمتجاوزة لزمانها في آن، وكذلك الإدراك الحسي المعلق دائماً بين البهجة، والعدم". وبقراءة متأنية للنص فإن (حجارة بوبيللو) يقوم على درجة عالية من التفاعلية المعقدة بين البطل، وعائلته، وجيرانه، وبعض الشخصيات الفريدة المولدة من المكان من جهة، والطاقات الإبداعية، والثقافية، والخيالية التي تحيطها، وتبقيها في المشهد السردي من جهة أخرى.
وفي الرواية تتداعى رغبات البطل الحسية إزاء (رحمة)، وحكايات الحب مع (لندة) مع صخب أرض بوبيللو في قرية الطرانة في مصر. وكانت مخصصة لدفن الموتى، ولكنها بقيت تحمل آثار الماضي، وكأنها تعيد إنتاج طفولة البطل / السارد، وفطرية إدراكه للعالم والأشياء والأماكن. "تراب الكهنة والشعب والجنود والتجار يغذو القمح والبرسيم والشعير، ويمتزج بعصارة جذور الجميز ... أعواد الذرة الفضة، وحبوبها السكرية؛ دورة مشرقة الحلقات أم ثأر يأخذه لنا ولنفسه الفلاح الذي لا يموت أبداً". وبهذا المعنى تبدو الطاقة الإستعارية الحقيقية في الكتابة السردية، من خلال الشخوص التي تصارع الصمت والموت واتحاد البطل بالطاقة الروحية لبعض الشخصيات، واحتضانه لها كأنهما تكوين واحد، حتى صار بعضها نجمة مضيئة، وصارت أخرى نوراً. وبهذه الأدوات يعيد أدوار خراط تكوين نصه والعالم وفق مبدأ جمالي روحي خفي كامن في أعماق النص، وبالتالي هي رواية تحتاج إلى قراءة خاصة، وثقافة خاصة لا بل، وعي خاص. إقرأ المزيد