تاريخ النشر: 01/01/1998
الناشر: دار الألباب للطباعة والنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:أوتي الإمام الغزالي قدرة عجيبة في تبسيط المسائل العلمية وإيضاحها، فكسر ذلك السياج وعرض الفلسفة كأحسن ما يعرضها رجال الفلسفة، فقد ناقش الفلاسفة في شرائعهم ومقدماتهم للبحوث الإلهية في ضوء البحث العلمي، والحجة العقلية، وهي ست عشرة مسألة في الإلهيات، وأربع في الطبيعيات وبيّن فيها ضعف استدلالاتهم، وتناقضهم، واختلافهم، ...وتهافت عقيدتهم، ويعتبر كتابه "تهافت الفلاسفة" الذي نقلب صفحاته من اكبر ردوده شأناً وأشدها عنفاً وهو عمل عظيم لا يخلو من قيمة فلسفية، لأنه ثمرة دراسة محكمة على ذلك، وتفكير طويل، فهو يبين المسائل الكبرى التي كانت محل خلاف بين الدين والفلسفة، كي يدل اختيار هذه المسائل وطريقة عرضها وتمحيص الأسس التي تقوم عليها مذاهب الفلاسفة، ويمتاز الغزالي عمن شبقه في محاربة الفلسفة، أنهم اتخذوا موقف الدفاع عن الإسلام وعقائده، فقد هاجم الفلسفة وتناولها بالفحص والنقد، وهجم عليها هجوماً عنيفاً مبيناً على الدراسة والبحث العلمي، وحجة مثل حجة الفلسفة، وعقل مثل عقل الفلاسفة الكبار. حتى ألجأ الفلسفة إلى أن تقف موقف المتهم، والجأ ممثليها وحماتها إلى أن يقفوا موقف المدافعين، فكان تطوراً عظيماً في موقف الدين والفلسفة، وكان انتصاراً عظيماً للعقيدة الإسلامية، أزالت عن الناس مهامه الفلسفة وسيطرتها العلمية.
لم يتهور الغزالي في الهجوم على الفلسفة، ولم يكن مقلداً لغيره، ولا ضيّق التفكير، ويتسم الكتاب بقوة التعبير، وسلامة العبارة، وسهولة الأسلوب، وبخلاف جميع الكتب التي ألفت في الموضوع، ويدل على أن مؤلفه ممتلئ بالإيمان والثقة بدينه، والاعتدال بشخصيته وتفكيره، ينظر إلى الفلاسفة القدماء كأقران، وزملاء، ورجال، من مستواه العقلي والفكري، يناقشهم ويباحثهم بحرية واعتماد، ويقرع الحجة بالحجة. إقرأ المزيد