الغرباء - في خطاب لبنانيين عن الحرب الأهلية
(0)    
المرتبة: 213,044
تاريخ النشر: 01/01/1996
الناشر: دار الساقي للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:تهدف هذه الدراسة إلى البحث عن صورة "الغرباء"، في أحاديث عينة من اللبنانيين العاديين، حول موضوع الحرب الأهلية في لبنان، وتصورهم للمستقبل. إنها مساهمة في توضيح النظرة إلى "الآخر"، المقيم في مجتمع متعدد الطوائف، ذي اندماج وطني -قومي ضعيف، كالعديد من "دول" العالم الثالث، الناشئة بعد الحرب العالمية الثانية، ...وبعض الدول العربية الحديثة، المتكونة بعد الحرب العالمية الأولى.
وقد اعتمد الباحث خلال دراسته لصورة "الغرباء" على 148 مقابلة، من الحجم المتوسط (2500 كلمة)، أجراها فريق من المحققين الاجتماعيين مع لبنانيين عاديين، تم اختيارهم على أساس توزيعهم الطائفي والاجتماعي-المهني، وأصلهم الجغرافي وأماكن إقامتهم، وسنهم، بحيث كانت عينة المحقق معهم ممثلة، قدر الإمكان، لتوزيع مجمل اللبنانيين، حسب المتغيرات الخمسة المذكورة أعلاه. وقد أجريت المقابلات في أواخر العام 1982 وبداية 1983، في ظرف زمني، وقع في الاجتياح الإسرائيلي (حزيران 1982) ورحيل المقاومة الفلسطينية عن لبنان، واستمرار الاحتلال الإسرائيلي للشوف وصيدا والجنوب، وبعد انتخاب أمين الجميل رئيساً للجمهورية اللبنانية.
ويمكن اعتبار هذه الفترة الزمنية واقعة بين نهاية المرحلة الأولى من الحرب اللبنانية 1975-1982، وبداية المرحلة الثانية، الأكثر "داخلية" إذ صح التعبير، والتي ابتدأت بعد شباط 1983. وقد روعي في اختيار المحققين الاجتماعيين، عامل التجانس الديني مع المحقق معهم، للحد من تأثير هوية المحقق في حرية كلام المحقق معهم عن الحرب الأهلية.
وشمل التوزيع الطائفي لأفراد العينة سبع طوائف (سنية، شيعية، مارونية، درزية، روم كاثوليك، روم أرثوذكس وأرمن). وطال توزيع المهني القطاعات الزراعية والصناعية والخدمات والقطاعين، العام والخاص، وحسب المستويات الاجتماعية، العليا والوسطى والدنيا. وتم اختيار أفراد العينة من المناطق المدينية والريفية والضاحوية، وفي المحافظات الخمس في لبنان. وتراوحت أعمارهم بين العشرين والسبعين سنة، وفقاً لهرمية أعمار السكان في لبنان.
وقد تم توجيه المقابلة حسب ثمانية مواضيع رئيسية عامة، تناولت أسباب الحرب الأهلية اللبنانية، والميل إلى تفضيل الانتماء الطائفي أو الوطني اللبناني، ومدى وعي التوزيع الطبقي في لبنان، مدى الاحتماء بالعائلة أو الطائفة في ظروف الحرب الأهلية، وأفضل الحلول لإعادة بناء الدولة في لبنان، والنظام الاقتصادي-الاجتماعي-التربوي المفضل للبنان الغد وعلاقاته الخارجية، والتجربة الشخصية أثناء الحرب الأهلية. والجدير بالذكر أن موضوع "الغرباء" في الحرب الأهلية، لم يثر في الأسئلة للمواضيع المطروحة من قبل المحققين الاجتماعيين على أفراد العينة، وإنما برز عفوياً في حديث بعض هؤلاء. والباحث يعالج في هذا البحث، سوى هذا الجانب من المقابلات، تاركاً لدراسة أخرى معالجة المواضيع الواردة في التحقيق الميداني.نبذة الناشر:"منذ اندلاع الحرب اللبنانية في 1975، يتحدّث اللبنانيون، أو بعضهم، عن ""الغرباء"". وقد وجد من ينسب إلى هؤلاء قدرات أسطورية تتعدّى افتعال الحرب وإطالتها.
فمن هو ""الغريب"" في لغة اللبنانيين وفي خطابهم؟ وكيف تتوزّع دلالات المصطلح ما بين طوائف لبنان وجماعاته؟
هذا العمل، إذا كان يخاطب حالة محدّدة هي اللبنانية، فإن انفجار الهويات والتمايز بين الجماعات مما يتصف به زمننا الراهن، يعطيه أهمية أبعد." إقرأ المزيد