العالمية الإسلامية الثانية - جدلية الغيب والإنسان والطبيعة
(0)    
المرتبة: 18,716
تاريخ النشر: 01/01/1996
الناشر: دار ابن حزم
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:لقد طبع هذا الكتاب للمرة الأولى عام 1979 وكانت ظروف العالم غير ظروفه اليوم، ولكنه كان يحمل من الرسالة البشارة، ويحمل النذارة كذلك. لقد كان مبشراً لأهل الهدى ودين الحق بأن هذا الدين سيظهر على الدين كله، وأن عالمية الإسلام لحتمية قادمة، وأن المستقبل لهذا الدين بقيمه وفهمه الموضوعي ...المنهجي. وكانت نذارة بأن بيننا وبين هذه العالمية سنوات قد تأخذ عقوداً وقد تأخذ أكثر من جيل عقوداً من المعاناة، جيلاً أو جيلين من المعاناة والتفكك والأغلال، ليعقبها من خلال ذلك التفاؤل ظهور الجيل القادر الذي يستطيع أن يحمل الأمانة ويحمل الرسالة وينتصر للعالمية.
إن في الكتاب مفاصل وموضوعات جمّة قد يحتاج كل منها إلى شرح وتوضيح، لكن الكتاب يستمد كثيراً من أهميته من أنه محاولة منهجية لبيان كيفية التعامل مع القرآن ولوضع أقدام الباحث على أول الطريق المنهجي في التعامل مع القرآن الكريم. لقد اشتمل الكتاب على عدّة أجزاء تمثّل جملة أبوابه وفصوله. فكان هناك إهداء ملفت للنظر يدل على عمق إحساس الكاتب بكتابه، وبأهميته وبتوقيته وبغايته وبالخطاب الذي يشتمل عليه وبمضمونه.
كذلك كانت للكتاب مقدمة في طبعته الأولى تمثل إلى حدّ ما لواعج المؤلف ومشاعره خلال الظروف التي سبقت وواكبت وأظلّت المنطقة في إطار سقوط عرش الشاه في تلك المرحلة، ثم تناول في الجزء الأول من الكتاب (الخصائص الفكرية للحضارة العالمية الغربية الراهنة)، فجاء بتحليل دقيق لمحددات ومقدمات وخصائص تلك الحضارة بشكل مجمل، مبنياً في هذا الجزء كيف هرب الغرب نحو البراغماتية، فأعطى جملة من المؤشرات الهامة حول النتائج التي لم تصب الغرب وحده بل أصابت العالم كله نتيجة لتلك الحضارة الصراعية ذات الثنائيات المتقابلة وذات الطبيعة التنابذية وفي مقدمتها حتمية سقوط التجربة السوفياتية التي أشار إليها منذ عام 1979 والإفلاس الذي يواجه الغرب نتيجة البراغماتية واللبرالية فلا يبقى غير الإسلام. ثم تحول في الجزء الثاني أو القسم الثاني من الكتاب، ليقدم البديل الحضاري من خلال (جدلية الغيب والإنسان والطبيعة) هذا البديل الحضاري الذي لم يكن أي شيء، سوى الإسلام المستقبلي المؤسس على منهجية القرآن المعرفية. ثم ينتقل إلى الجزء الثالث والذي اختار له عنوان (الله والتاريخ) متناولاً ما أراد أن يدرجه من موضوعات في دائرة هذا الجزء تحت العناوين التالية: الإرادة الإلهية وحركة التاريخ، آفاق التجربة المحددية، البعد التاريخي للرسالة المحمدية، الفارق بين التجربتين العربية والإسرائيلية، العرب والتحول القرآني. ثم يقدم لنا الجزء الرابع الذي يتحدث فيه عن (اتجاه) العالمية الإسلامية الثانية فيضع لنا مقدمات على طريق العالمية الثانية، ثم العرب على طريق العالمية الثانية، ثم نظرة تحليلية للواقع المعاصر، ثم يأتي للبديل الحضاري، فالمنهج القرآني والحيوية الحضارية، فالمنهج والعالمية الثانية، خصائص العالمية الإسلامية الثانية، والخلاصة التاريخية للمنهج، والقرآن والمتغيرات.
وتحت كل من هذه العناوين نجد مجموعة كبيرة من الأفكار الفلسفية الهامة والمحددات والمداخل المنهجية التي تجعل القارئ مندفعاً في سلسلة من المناهج الفلسفية التي يأخذ كل منها بحجز الآخر لكي توصلنا إلى ذلك التصور الشامل والتصور الذي يمثل ويقدّم لنا تفسيراً منطقياً وسلساً لحتمية ظهور هذا الدين وحتمية بروز العالمية الإسلامية الثانية مهما كانت العوائق، مع تركيز المؤلف على البعد الغيبي وعلى اعتبار أن صناعة التاريخ وصيرورة التاريخ ما هي الإنتاج تفاعل بين الغيب والإنسان والطبيعة أو بين الله والإنسان والكون بين الله الخالق والإنسان المستخلف والكون المسخر له، لتقوم الحضارة وينبني العمران وتسود العالمية وتنطلق باتجاه الظهور الكلي للدين على الدين كله.
هذا الكتاب هو (كتاب وعى) من العسير جداً أن يفهم إلا في إطار الوعي المفاهيمي القادر على إدراك المجددات المنهجية والأبعاد الفلسفية التي تفرضها دراسة مثل هذا الجانب. وفي طبعته الثانية التي هي بين يدي القارئ يأتي الكتاب والمنطقة العربية تموج بمشاعر نفسية مختلفة، لا ليقدم للعرب وعظاً أو إرشاداً، ولكنه يحاول أن يقدم لهم وعياً مفاهيمياً على مستوى عال يجعل هذا الإنسان العربي قادراً على فهم دوره، وقادراً على إدراك علاقته بالله سبحانه وتعالى في مسيرته التاريخية، وأثر هذه العلاقة التي لا يمكن أن ينفصل عنها أو ينفك. لكن الإنسان العربي لن يستطيع أن ينسخ من آيات الله، فالقرآن الكريم يستطيع النفاذ إلى أوضاع إنساننا العربي عبر تركيبته المنهجية، ويستطيع التغلغل في موقعه في الحركة والتاريخ، موقع العربي من قبل وموقع العربي في الحاضر وموقعه من نفسه وموقعه في حالة صراعه مع إسرائيل وفي حالة تطور هذا الصراع إلى شيء آخر.
إن خصائص الوعي التي هي مدار البحث في هذا الكتاب والتي يمكن أن يقدمها القرآن العظيم للإنسان العربي في مرحلته الحالية يمكن أن تشكل بداية الطريق (على استعادة الوعي) والعودة إلى الفرات، وهذه المرة لن تكون استعادة الوعي عبارة عن استعادة شكلية بوعي تراثي أو تاريخي يحاول أن يستحيي خصائص الواقع التاريخي الذي كان أو يحاول أن يعيد إنتاج أي مرحلة من مراحل التاريخ. فالوعي المفهومي الذي سيمنحه القرآن الكريم للعربي المعاصر هو وعي آخر يجعل من هذا الإنسان العربي إنساناً آخر، إنسان العالمية الإسلامية الثانية. إقرأ المزيد