جميل بن معمر رائد الحب العذري
(0)    
المرتبة: 110,442
تاريخ النشر: 01/01/1994
الناشر: الشركة العالمية للكتاب
نبذة نيل وفرات:عاش الشريف الرضي في زمان ومن ظل دولة تغلبت فيها الأحداث السياسية. فأيامه كلها مرت في ظل البويهيين الذين استبدوا بالسلطة في بغداد قبل ولادة الرضي بربع قرن ولم يبق لهم منها شيء بعد وفاته بربع قرن على وجه التقريب، إذ تمكن السلاجقة، وهم أتراك، من الحلول محلهم. لكن ...هذا الرجل الذي قصرت أيامه على وجه الأرض، بالنسبة للمعري مثلاً، ورافق الأحداث والتقلبات السياسية الكبرى وقد واكب الرضي هذه الحياة السياسية وكان لها في شعره نصيب غير أن هذا الشريف شاعر قبل أن يكون رجل سياسة فقد شغل نفسه بالأدب والبحث والدراسات البيانية والفقهية، وعمل نقيباً للطالبين، وأميراً للحجج، وأمس داراً للعلم، وعنى بأكثر من كتاب.
كان أشهر ما وضع من المؤلفات أو من جهد أدبي، جمع الخطب والرسائل والأقوال والأمثال التي انتهى إليه علمه من الإمام علي بن أبي طالب، ودعاها "منهج البلاغة". الذي شرحه ابن أبي الحديد في عشرين مجلداً، ويسرّه للجمهور في تفسير موجز الإمام الشيخ محمد عبده. وقد اهتم الشريف أيضاً بالدراسات البيانية واللغوية. وكان لن من ثمار اهتمامه ذاك كتاب "تلخيص البيان في مجازات القرآن". وكان للشاعر الشريف الرضي، إلى ذلك، علاقات وثيقة برجال الفكر والأدب. وأعلام البيان واللغة من معاصريه، كأبي إسحاق الصابي الشهير برسائله وابن جني الباحث اللغوي الكبير، والصاحب بن عباد الوزير الأدب، وابن حجاج الشاعر الذي رثاه الشريف بقصيدة رنانة. والظاهرة الفريدة التي تبرز مونقة مؤتلفة في أشعار الشريف الرضى هي هذه الرضي هي هذه القصائد، الرسائل التي يوجهها إليه أصدقاؤه، ثم هذه الرسائل-القصائد التي يبعث بها إليهم، حتى ليجد الباحث أن الشعر تحول، على يد الشريف وصحابه إلى أداة مراسلة. غير أن الجانب الأهم في ذلك المناخ السياسي المتقلب، والمشاغل الأدبية التي تملأ فضاءه، إنما كان ذلك النضج العاطفي الذي أفضت إليه نساء ذلك الزمن وهموم الوكب التي أخذت تسوء وتسيطر في حياة كل امرأة، ومنها تنتقل على نحو أو آخر، إلى حيوات الرجال، وإذا بنا نقع في أشعار الشريف الرضي على تصوير لما يدور في حنايا النساء ومطاوي ضلوعهن، وآفاقهن العاطفية الخاصة.
بقي إن شعر هذا الشاعر يصور حياة الدولة التي رافقت أيامه على أديم هذه الأرض، بنسبة ما يصور على نحو عفوي خالص في عفويته، تقلبات الأحداث من حوله، ويعطيك فكرة واضحة عن بنية المجتمع الذي عاش فيه، يصعب أن تجدها بالوضوح نفسه لدى أي من معاصريه. ولكن أبرز ما في هذا الشعر، وقائله، تفرده في التعبير عن فرادته، واعتزاز ناظمه بنفسه على صعيد التعلق بقيم خلقية محببة ونشوات المثل العليا التي نشهد تواريها في هذا العصر، وهي القائمة على أساس من فضائل الفروسية. وللقارئ المضي في قراءة هذا الشاعر من خلال قصائده التي هي طي هذا الكتاب. مستزيداً بمعلومات أكثر حول شاعريته وأغراها وذلك من تلك الدراسة التي استهل بها عبد اللطيف شرارة مختاراته من أشعار الشريف الرضي في هذا الكتاب. إقرأ المزيد