يأجوج ومأجوج ؛ فتنة الماضي والحاضر والمستقبل
(3)    
المرتبة: 46,226
تاريخ النشر: 01/01/2010
الناشر: دار ابن حزم
نبذة نيل وفرات:يأجوج أو مأجوج أو يأجوج ومأجوج معاً هو الابن الثاني ليافت أحد أبناء نوح عليه السلام الثلاثة والذين من أصلابهم تفرقت البشرية في الأرض بعد الطوفان، واختار نوع لابنه يافت مشرق الأرض سكناً له، وفي الركن المنزوي بعيداً في الشمال الشرقي منها، وضمن مساحة واسعة وعالية الارتفاع استقر يأجوج ...ومأجوج وذريته، فسميت تلك الأرض بادئ الأمر باسمه، ولما شاع الاسم وتداولته ألسنة إخوانهم وأبناء عموقهم في مختلف العصور خضع لقواعد لغاتهم وطرق نطقها، وحرف وبدل فيه إلى أن صار اليوم (منغوليا).
وعرفت سلالة يأجوج ومأجوج لدى خروجهم على إخوانهم وأبناء عمومتهم بأسماء متعددة، فعرفوا عند الأشوريين من القرن السادس قبل الميلاد باسم السكيتيون، وسماهم الصينيون في القرن الثالث قبل الميلاد باسم هسيونع-نو، واحتفظ لهم القرآن الكريم عند نزوله وحياً خاتماً للبشرية جمعاء في القرن السابع الميلادي باسم يأجوج ومأجوج، وعرفوا عند المسلمين والصينيين والأوروبيين في القرن الثالث عشر الميلادي باسم المغول والتتار. وخروج يأجوج ومأجوج من ذلك الركن القصي من الكرة الأرضية للعالم لا يشبه خروج إخوانهم وأبناء عمومتهم من حيث الغاية والمقصد، وإنما يخرجون لإحداث ضروب من القتل والفساد والخراب وبطريقة يقف الناس مذهولين من حول قسوتها ووحشيتها وافتقارها إلى أبسط المعاني الإنسانية الخيرة، وعند نقطة معينة يبلغ خروجهم أوج غايته، يبدأ منها في الانحسار والتراجع وتبقى دوماً بقية منهم في موطنهم الأصلي حاملة لبذرة الخروج والقتل والخراب والفساد. ويهدف هذا الكتاب في مجمله للكشف عن بعض الجوانب الخفية والكامنة في خروجهم للعالم بهذه الطريقة المدمرة، وإبراز معالمه ومظاهره الكبرى، إذ هو وحده السمة المميزة لهم عما عداهم من البشر، وهو وحدة الذي يقف شبحاً لإخوانهم وأبناء عمومتهم في حاضر الزمان ومستقبله. إقرأ المزيد