أبو جعفر محمد بن جرير الطبري وكتابه تاريخ الأمم والملوك
تاريخ النشر: 01/01/1992
الناشر: دار الكتب العلمية
نبذة نيل وفرات:بدأ المؤرخون المسلمون بكتابه التواريخ العامة منذ منتصف القرن الثالث للهجرة، وقد ضمنوا كُتبهم تاريخ العرب وغير العرب، ومع أن مادون بإعتداده تاريخاً للعالم لم يكن تاريخاً للكون بالمعنى المفهوم من التاريخ، إذ لم يكن أكثر من مقدمة للتاريخ الإسلامي، فمن المؤكد أن تعلقهم بالوقوف على تواريخ الأمم القديمة ...والمعاصرة للعرب قد أدخل مادة عقلية على التاريخ العربي والإسلامي وهي الرغبة بالمعرفة لذاتها.
هذه الرغبة كانت نتيجة للثقافة الإغريقية التي سلكت سبيلها إلى شتى مجالات النشاط الفكري في الإسلام طيلة القرنين الثاني والثالث الهجريين، ومنذ أن بحثت كتب التاريخ، التاريخ العام، استقل علم التاريخ عن العلوم الأخرى كالحديث والتفسير والفقه وأخذ ينمو بإضطراد.
من خيرة المؤلفات التاريخية التي تمكنت من مجالدة الزمن ووفّقت بين المواد المستمدة من التفسير والحديث واللغة والأدب والسيرة وتأريخ الأحداث وتواريخ الخلفاء فجمعتها في صعيد واحد، وحفظت لنا نماذج من الكتب التي أتى عليها الدهر كتاب "تاريخ الأمم والملوك" لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري.
وقد عرض المؤلف الروايات التاريخية المختلفة ببراعة عرضاً نزيهاً، ناسباً كل رواية إلى صاحبها، تاركاً أمر التعليق عليها إلى القارئ يحكم لها أو عليها بما يشاء، وقد اعتمد في كل فصل من فصول كتابه على مراجع منها شفهية أخذها من مشايخه، ومنها مؤلفات أجيز بروايتها فأخذ منها، وقد جمع كتابه من مصادر كثيرة، فأظهر مقدرة فائقة في الجمع بين المصادر والإطلاع على الكتب التي أُلَّفت قبله.
هذه المقدرة دلت على تمكنه من العلوم وعلى سعة معارفه ومبلغ صبره على العمل، وقد كانت هذه المزايا من جملة الأسباب التي جعلت العلماء ينظرون إلى كتبه نظرة تبجيل وتقدير.
وبالنسبة للمؤرخ الحديث فهو كتاب متميز من كتب المصادر لا بدّ من الرجوع إليه لتدوين التاريخ العربي وتاريخ الشعوب الإسلامية بطريقة حديثة لأنه يقدم الأصول والوثائق التي تجمعت لمؤلفه في أيامه فهو خزانة روايات ونصوص ونتف من كتب قديمة ذهب الدهر بأكثر فصولها، نقلت على ما كتبت، ووضعت في المحلات المناسبة بعناية وبتدقيق وحياد وأمانة في النقل.
ومن هنا، اكتسب كل تلك الشهرة الفائقة بين كتب التاريخ. إقرأ المزيد