تاريخ النشر: 01/01/1991
الناشر: دار الكتب العلمية
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:كثيرة هي الكتب التي ألفت والمقالات التي دبّجت بلغة الضاد وباللغات الأجنبية، وكذلك المؤتمرات التي انعقدت والنداءات التي أقيمت حول ابن خلدون المؤرخ والمفكر المبدع، صاحب الأفكار الأصيلة والنظريات المبتكرة التي سبق بها عصره، بحيث بات متعذراً على الباحث استقصاء كل ما كتب عنه وقيل فيه، وقد تركز احتفال ...الباحثين على الكتاب الأول من تاريخه الذي بات اليوم يعرف "بالمقدمة" وبها اكتسب ابن خلدون شهرته الكونية وذلك لما حوته من نظريات وأبحاث تتعلق بالتاريخ وتنظيره وبالاجتماع والاقتصاد والتربية والتعليم بحيث ذهب كل باحث يأخذ منها ما طاب ويغرف من معارفها المتنوعة ما شاء له بحثه. الأمر الذي جعل الحديث عن ابن خلدون المؤرخ فيلسوف التاريخ وعالم الاجتماع والاقتصاد والمربي مألوفاً، وهم في ذلك يقتصرون على المقدمة لا يتجاوزونها إلى تاريخه إلا لماماً بدعوى عدم التطابق بينهما، فهو بنظرهم، بقدر ما كان مبدعاً في المقدمة، كان تقليدياً في تاريخه، وقلة من الأبحاث هي التي توجهت إلى القسم التاريخي من "كتاب العبر" تستنطقه تفسيراً للتاريخ الإسلامي عامة وتاريخ المغرب الإسلامي في الحقبة الوسيطة خاصة ومحاولة ردم الهوة ووصل ما انقطع بين قسمي الكتاب.
في هذا الكتاب من سلسلة إعلام ومؤرخي العرب والإسلام يتحدث المؤلف الدكتور حسين عاصي عن سيرة حياة ابن خلدون ودلالتها التاريخية، بيئته وعصره، أسباب اتجاهه إلى التاريخ ومفهومه للتاريخ، مآخذه على المؤرخين السابقين ومناهج كتابتهم المعيار الذي قدمه لتفسير التاريخ وتقويم أخباره، العلاقة بين "المقدمة" والمنهجية وبين "المقدمة" والتاريخ الصرف، تلك هي الأبحاث التي تتمحور حولها هذه الدراسة.نبذة الناشر:يقول العلامة ابن خلدون في مقدمته: "أما بعدُ؛ فإن فنَّ التاريخ من الفنون التي تتداولُهُ الأممُ والأجيال، وتُشدُّ إليه الركائب والرِّحال، وتسمو إلى معرفته السوقةُ والأغفال وتتنافس فيه الملوك والأقيال، وتتساوى في فهمه العلماء والجهال؛ إذ هو في ظاهره لا يزيد على أخبار عن الأيام والدول، والسوابق من القرون الأُوَل، تنمو فيه الأقوال، وتُضرب فيه الأمثال، وتُطْرفُ بها الأندية إذا غصَّها الاحتفال، وتؤدي لنا شأن الخليفة كيف تقلبت بها الأحوال، واتسع للدول فيها النطاق والمجال، وعمّروا الأرض حتى نادى بهم الارتحال، وحان منهم الزوال؛ وفي باطنه نظرٌ وتحقيق، وتعليل للكائنات ومبادئها دقيق، وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها عميق، فهو لذلك أصيل في الحكمة عريق، وجدير بأن يُعدَّ في علومها وخليق".
ولا شك أن كلمة ابن خلدون هذه تعبّر أدق تعبير عن معنى علم التاريخ، وتعرِّفه تعريفاً مفصَّلاً يقترب من معظم التعريفات المعاصرة. وإذا كان علم التاريخ هو هكذا كما عَرَّفه ابن خلدون، فلا شك أن عامَّة الناس وخاصَّتهم أكثر حاجةً إلى معرفته من معظم العلوم الأخرى. إقرأ المزيد