بن لادن يفجر أولى حروب القرن في أفغانستان لعبة الأعراق والأمم
(0)    
المرتبة: 32,025
تاريخ النشر: 01/03/2002
الناشر: دار الآفاق الجديدة
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:قفز اسم أفغانستان فجأة إلى الواجهة العالمية، بعد أن كان مجرد "مساحة" منسيّة على خريطة العالم. والذين شدّ انتباههم الاسم اللامع الجديد على لائحة الأزمات الدولية المتفجرة، اعتبروا مغامرة العودة إلى ذلك البلد المنسي مهمة صعبة، تشبه رحلة تنطلق، بعكس حركة التاريخ، من القرن الواحد والعشرين في اتجاه العصور ...الوسطى؛ وأفغانستان موقع استراتيجي مهم ليس من الناحية العسكرية فحسب، بل إن موقعها يزداد أهمية لوجودها على مفترق طريقين مهمّين، إضافة إلى طبيعة أرضها التي قد تصبح موقعاً استراتيجياً لعبور خطّ أنابيب جديد يصبح مصدر ثروة وسلاح ومساومة وتهديد لمن يسيطر على السلطة.
وبالفعل فإن هذا ما أثبتته الوقائع إذ أن الأميركيين استقبلوا طالبان في تكساس وعرضوا مدّ خط لأنبوب غاز عبر أفغانستان. بالإضافة إلى ذلك فإنه ومما لا شك فيه في أن الولايات المتحدة التي كانت جادة في البحث عن بدائل أفغانستان فذلك لوجود مصلحة فيه أو أن لديهم أسباباً خاصة جداً للقيام بهذه الحرب. ففي السنوات الأخيرة تفاوض الأميركيون مع الطالبان حول مقترح مدّ خط لأنبوب الغاز عبر أفغانستان. هذا الخط اقترحته شركة "يونيكول" للنفط، وليس هذا سرّاً فقد نشر الاقتراح في أميركا بعد فترة قصيرة من مجيء إلى الحكم في 1996.
قادة الطالبان ذهبوا إلى تكساس حيث كان جورج بوش محافظاً، وجرت استضافتهم من قبل المديرين التنفيذيين للشركة، الذين عرضوا على طالبان صفقة تساوي خمسة عشر في المائة من أرباح الشركة في حال نقل الغاز عبر الأنبوب المقترح مدّه عبر أفغانستان. وهذا مثال واحد فقط يبين أن النفط والغاز ومصادر المحروقات التي نسميها بالأجندة المخفية لكنها في الحقيقة مكشوفة...
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى وعلى الرغم من ذلك فإن هناك من يعتقد بأن هدف الأميركيين يبقي القضاء على أسامة بن لادن والتأكد من أن أفغانستان لن تعود مرتعاً للإرهاب مرة أخرى. وطريقة الخروج من المستنقع الأفغاني الدامي لست سهلة إلى درجة السيطرة على الأرض، فهل توفق الحملة الأميركية لتجنيب أفغانستان حمام دم جديد وما زال بن لادن والملا عمر فارين لا أثر لهما لا في الكهوف ولا في الجبال الأفغانية؟ وهل حقق الأميركيون للنفط في الخمسين سنة المقبلة، رأت في أفغانستان الهدف في ذلك الجزء من العالم حيث اكتشف النفط في القرن التاسع عشر. لذا يمكن القول بأن "الحرب على الإرهاب" الذي اتخذت الولايات المتحدة عنواناً لحربها التي شنتها على أفغانستان ما هو إلا عنوان زائف... فالنفط هو الهدف.
حول هذه النقطة الساخنة كتب دان جون بلجر الصحافي البريطاني الأسترالي الأصل، وقد أثار مقاله الذي نشرته جريدة "الديلي ميرور" ضجة كبيرة بسبب موقفه من الحرب الأميركية على الإرهاب. فقد أدان بلجر بشدة الحملة العسكرية على أفغانستان، متهماً التحالف، واصفاً إياه بأنه يرق إلى "مستوى الهجوم الإجرامي الذي وقع في نيويورك في 11 أيلول سبتمبر 2001". معتبراً أن الحرب على الإرهاب زائفة؛ فما هي الأجندة المخفية وراء هذه الحرب والاعتبارات التي يستند إليها في رأيه حولها؟ يقول بلجر: "مما لا شك فيه أن النفط يعتبر أجندة رئيسية في ذلك الجزء من العالم، وهي أجندة مكشوفة منذ اكتشاف النفط في المنطقة في القرن التاسع عشر. ولنأخذ مثلاً الشرق الأوسط والخليج وآسيا الوسطى وأندونيسيا، فإننا نجد الفروقات كبيرة في مصالح الغرب بسبب مصادر النفط والغاز والمحروقات. أما حقيقة كونهم يريدون قصف انتصاراً أم أن كل انتصار هزيمة برسم حروب جديدة؟ هذه التساؤلات كلها مطروحة في موسم تسديد الفواتير السياسية والاستراتيجية وتصفية الحسابات. إنه السؤال الكبير في لحظة هزيمة طالبان.
ضمن هذا الأفق يقلب الكاتب أوراق لعبة الأعراق والأمم في كتابه هذا. فإلى أين تسير هذه اللعبة وفي أي اتجاه ومن هم اللاعبون الأساسيون، وما هي ماهية لعبتهم وعلى أي شيء يلعبون، وما هي النهاية؟!!. فالوضع في أفغانستان لا يعطي المبررات، حتى الآن، للتنبؤات المتفاوتة. نعم، لقد تمّ القضاء على نظام طالبان الدولة، والمقاومة المتبقية يجري خنقها من قبل الجهود المتحدة للشماليين والطيران الأميركي. ولكن هل ستختفي صورة بن لادن مفجر أولى حروب القرن في أفغانستان لإعلان انتهائها؟!! أسئلة وتساؤلات في قراءات هذا الكتاب إضاءات نتوخى الإجابة عليها.نبذة الناشر:بدأت الاستراتيجية الأميركية في أفغانستان بعد شهرين من الغارات تتبلور في إطار حملة "اضرب واهرب" من الغارات الجوية والبرية تهدف إلى استنفاد صبر "طالبان" و"القاعدة" بشهور من الضغوط المتواصلة.
إلا أن السؤال الذي لا تُعرف إجابته حتى اليوم هو ما إذا كانت هذه الاستراتيجية يمكن أن تقنع الشعب الأميركي بأن ذلك يعتبر نصراً عسكرياً في حرب غير تقليدية، ومن غير المعروف أيضاً ما إذا كان حلفاء أميركا سيفقدون صبرهم من مثل هذه الأساليب المتعمدة.
ولا شك أنها تظل الحرب التي يمكن للبنتاغون أن يستمرّ فيها لشهور بهدف كسر إرادة "العدو" وتدمير أسلحته.
ويبقى أن تنظيم "القاعدة" وليس "طالبان" هو العدو الرئيسي للولايات المتحدة الأميركية. وحتى إذا سقطت "طالبان" فإن جماعة "القاعدة يمكن أن تعمل بطريقة فعّالة "مؤلمة" من الدول الغربية حيث يمكن استغلال حقوقها القانونية..
أمّا السؤال الكبير الذي يشغل العالم أجمع فهو: هل "الحرب على الإرهاب" عنوان زائف.. والنفط هو الهدف؟ إقرأ المزيد