الجاسوسية الاسرائيلية وحرب الأيام الستة
(0)    
المرتبة: 76,282
تاريخ النشر: 01/01/1972
الناشر: [غير متوفر]
نبذة نيل وفرات:في صباح يوم من شهر كانون الأول 1964 -وقبل أيام من موعد تعيينه نائباً لوزير الدفاع. أوقفت السلطات السورية إيلي كوهين كعميل إسرائيلي وكان يحمل اسماً مستعاراً "كامل أمين ثابت". وهو من الجواسيس الذين ارتفعوا إلى المرتبة الأولى حتى أصبح يضارع شيشرو ولاميا ولوسي. وقد استطاع كوهين أن يتغلغل ...إلى مراكز السلطة والتوجيه -في سورية-السياسية، والإدارية، والحزبية، والعقائدية. واستطاع الحصول بذلك على جميع المعلومات التي كانت إسرائيل في حاجة إليها لتعجيل الظفر في حرب الأيام الستة التي وقعت بعد عامين فقط من تنفيذ حكم الإعدام بكوهين.
إنها القصة الوثائقية لالياهو بن شاؤول كوهين الذي استطاع خلال مهمته التي استمرت أربع سنوات في دمشق أن يحصل على أسرار في مستوى القمة من بينها مخططات تحويل نهر الأردن، وخرائط القواعد العسكرية في مرتفعات الجولان، وكذلك المعلومات والمنظمات الفدائية، وهويات الألمان الذين يعيشون بأسماء مستعارة في منطقة الشرق الأوسط، بينهم فرانز راد ماشر المعروف بلقب "مندوب إيخمان".
ولكي يستطيع المؤلفان جمع المعلومات الواردة في هذا الكتاب لم يكتفيا بمعلومات المخابرات الإسرائيلي، بل قاما برحلة اجتازا فيها آلاف الأميال، وسألا أكثر من مئة شخص كانت لهم علاقة مباشرة "بعملية كوهين" إلى أن جمعوا المعلومات عن جميع أدوار حياته في حقل التجسس منذ نشاطاته الأولى في المنظمات السرية الصهيونية في الإسكندرية إلى أن ذهب إلى إسرائيل في عام 1959 حيث أوفدته المخابرات الإسرائيلية إلى الأرجنتين بعد أن خلقت منه شخصية جديدة "كامل أمين ثابت" الوطني الثري، ثم أوفدته أخيراً إلى سورية ليقوم بمهمته الدراماتيكية الأساسية.
وفي دمشق استطاع كوهين أن ينال الحظوة بسرعة لدى رئيس الجمهورية والقادة الآخرين في الحزب الحاكم. والحفلات الليلية الصاخبة التي أقامها في منزله والتي كان يرتادها كبار رجال الحزب والحكم ما لبثت أن تحولت إلى مصدر أخباري لا يقدر بثمن حول أوضاع سورية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، واستطاع كوهين عن طريق أصدقائه المختارين أن يتولى منصب مدير البرامج الأجنبية في الإذاعة السورية وهي الوظيفة التي لم يكن في حاجة إلى غيرها لينقل إلى تل أبيب معلوماته اليومية.
والقصة، بما تشتمل عليه من تقارير ومعلومات، لا تقتصر على أنها قصة جاسوس وإنما هي قصة مرحلة من تاريخ منطقة الشرق الأوسط سادتها المكائد والمؤامرات والدسائس التي كانت تحاك على مستويات الحكم، والسلطة، والقيادة، والتوجيه من قبل عملاء إسرائيل في المنطقة -مباشرة تارة وبالوساطة تارة أخرى. إقرأ المزيد