تاريخ النشر: 01/01/1996
الناشر: المركز العربي للأبحاث والتوثيق
نبذة نيل وفرات:لعبت القضية الفلسطينية أدواراً مهمة في سياسة إيران، الداخلية والخارجية، قبل وبعد تفجر الثورة الإسلامية، بسبب الروابط العاطفية والسياسية والدينية والإنسانية والاقتصادية والأمنية التي جمعت بينهما. إذ كانت تلك الروابط المعيار الذي يحدد لون وطبيعة ونمط الحكم الإيراني وتطلعاته ونظرته السياسية للمنطقة. نفي فترة حكم الشاه "محمد رضا بهلوي"، ...أدارت السلطة ظهرها تماماً لهذه القضية من ناحية إنكار حق شعب فلسطين بأرضه، أو إقامة وطن له فوقها. وكان يناصر الحركة الصهيونية وكيانها المغتصب في فلسطين، ويقيم معها علاقات ديبلوماسية سرية وعلنية، وعلاقات تجارية، اقتصادية، أمنية، مما يساعد "إسرائيل" على تخطي بعض الأزمات ومعالجة مشاكل البطالة لديها، وتوفير الأمن والاستقرار النسبي لها.
فزود الشاه إسرائيل بالنفط، واستورد منها البضائع والمنتوجات المختلفة، واستعان بها لقمع المعارضة من خلال التعاون بين مؤسستي "السافاك" و"الموساد" الاستخباريتين، وبذلك ارتبطت أسرة الشاه اقتصادياً وأمنياً بالصهيونية، سواء من خلال تبادل المنافع والمصالح بين تل أبيب وطهران، أو من خلال تعاون طهران مع الشركات والمؤسسات التجارية الصهيونية المنتشرة في جميع أنحاء العالم، بينما كان يتطور الشعب جوعاً. هذا التحالف المصلحي طوّر التحالف السياسي، فدعم الشاه مسار التسوية المصرية الصهيونية، وحاول أن يكمل ذلك بتسوية أردنية-صهيونية، ووصف الكفاح المسلح الفلسطيني بأنه عمل "إرهابي" بينما صمت أمام الاعتداءات الصهيونية ضد شعوب المنطقة، وإذا تحدث عن هذا الموضوع، فإنه يعتبره نوعاً من الدفاع عن النفس.
وكان يحرّم على الشعب التعاطف مع شعب فلسطين وقضية، ويحارب رجال الدين وكل المجاهدين والوطنيين الإيرانيين الآخرين. هذا التفاوت بالرؤيا، كان أحد أبرز الأسباب التي فجرت الثورة، في إيران، فكان المجاهدون، وفي طليعتهم آية الله الخميني، يرى بأن الصهيونية عدوة إيران وعدوة الإسلام، وغدة سرطانية فاسدة لا بد من استئصالها. لإلقاء المزيد من الضوء على العلاقات الإيرانية الإسرائيلية في عهدي كل من الشاه "محمد رضا بهلوي" والإمام الخميني جاء هذا الكتاب الذي يمثل وثيقة مهمة تتناول مرحلتين من حياة إيران السياسية بخصوص فلسطين والحركة الصهيونية. وهو يكشف عن البون الشائع في تعاطي كل من الحاكمين الإيرانيين مع هذه القضية الحساسة والخطيرة في حياة المنطقة والمسلمين بشكل عام، كما ويقدم لمحة عامة عما سيؤول إليه الصراع الحالي بين الدولتين من المرحلة الراهنة.
وفي سبيل الإحاطة بكافة أبعاد الموضوع قسم الكتاب على أربعة فصول: قرأ الأول منهم مرحلة حكم الشاه محمد رضا بهلوي بعمق، بدءاً من اتصالاته وصلاته بالحركة الصهيونية وانتهاءً بنهايتها المفجعة. أما الفصل الثاني فيكشف عن تفكير قادة الثورة، وفي طليعتهم آية الله الخميني، كما ويكشف عن نظره هؤلاء للحركة الصهيونية، وصراعهم معها داخل إيران وخارجها. ويتناول الفصل الثالث دعم الثورة الإسلامية، للمقاومة الفلسطينية، وللمقاومة الإسلامية في جنوب لبنان، وللانتفاضة في فلسطين، كما يتطرق هذا الفصل إلى إعلان الخميني ليوم القدس العالمي والأبعاد السياسية والروحية لهذا النداء. أما الفصل الرابع والأخير فيتحدث عن مرحلة ما بعد الإمام الخميني، لجهة الموقف من الصهيونية، وتبني المقاومة ودعم الانتفاضة، والرواية من التسوية. ويركز هذا الفصل على موقف السيد علي خامنئي، والرئيس هاشمي رفسنجاني، من القضايا المطروحة في هذا السياق. إقرأ المزيد