الديكتاتورية الاستبدادية والديمقراطية والعالم الثالث
(0)    
المرتبة: 72,676
تاريخ النشر: 01/01/1987
الناشر: المركز الثقافي العربي
نبذة نيل وفرات:إن المؤلف بعلم السياسة يعني القول بالبحث عن تفسير سياسي للأسباب والمسببات للظواهر السياسية. وهذا يعني اللجوء إلى كل العلوم الإنسانية من أجل التعرف على هذه الظواهر. وهذا اللجوء يعين عدم استقلالية علم السياسة، بل أن الواقع الإنساني وتعقيداته يفترض تداخل العلوم الإنسانية. وعليه فلجوء المؤلف في كتابه هذا ...إلى كل العوامل في تفسير الظاهرة الإنسانية يجب أن لا تثير استغراب القارئ خصوصاً في بحثه موضوع مثل الديكتاتورية الاستبدادية أو النظام الشمولي والديموقراطية، لأن هناك علاقة، كما سيظهر للقارئ من بعد، بين الواقع الاجتماعي وتأثير العالم الاقتصادي والتطور الثقافي الفكري ونضجه وعلاقته بالمنطق التقليدي، وتأثير كل هذه العوامل على نفسية الفرد المستلم للفكرة والمتفاعل معها. إن سبب بحث موضوع الديكتاتورية الاستبدادية والديموقراطية، فرضه واقع مجتمعات بعض دول العالم الثالث التي تبنت هذا النموذج من الحكم. وكذلك واقع مثقفي دول العالم الثالث الذين اعتبروا أن المساس بهذا الموضوع من بعيد أو قريب يعني سقوط الفرد في الشيوعية أو الرجعية المناهضة "للتقدمية"، وتهويل هذا الشيء والمبالغة به جعل هذه المفاهيم من بين المحرمات الدينية والأخلاقية، لذا يرى المؤلف أنه من واجب الباحث العلمي البحث في هذه المحرمات التي تعيق إلى حد كبير التطور الفكري لمثقفي دول العالم الثالث وتجمدهم في إطار هذا الاقتباس الحضاري والاختناق يتناقضان تطبيقه على واقع مجتمعاتهم ومفاهيمه من جهة، ومن جهة أخرى، إن هذا البحث يمكن اعتباره محاولة لإظهار هذه التناقضات بعد القيام بمحاولة تحليل النظام الشمولي في الاتحاد السوفييتي ومفهوم الديموقراطية في العالم الغربي، بهدف الوصول إلى معرفة: هل أن هذه الدول التي تبنت الشمولية أو الديموقراطية تتشابه في الظروف وفي الأسس من بعيد أو قريب، مع واقع الاتحاد السوفييتي أو مع الدول الغربية؟ فإن لم يكن هناك أي مجال للمقارنة فما جدوى هذا الاقتباس ورفض استعمال الديكتاتورية كتسمية حقيقية لهذه الأنظمة في الدول التي أخذت بتطبيقات هذا النظام؟ وهل التعرف بالنظام الشمولي يعني منح أو الحصول على الهوية التقدمية؟ أو بالنسبة للديموقراطية للحصول على بطاقة دول الحرية، وكي لا يسقط المؤلف في أحكام مسبقة، كان لا بد له من تقديم تعريف للنظام الشمولي وكذلك للديموقراطية، ومن خلال التعرف على خصوصيتها وذلك بعد تقسيم الموضوع إلى قسمين: الأول يبحث في النظام الشمولي وتطبيقاته في الاتحاد السوفييتي ودول العالم الثالث التي أخذت بهذا النظام، والقسم الثاني يبحث في الديموقراطية وتطبيقاتها في العالم الثالث. إقرأ المزيد