تاريخ النشر: 01/01/2024
الناشر: دار سائر المشرق
نبذة الناشر:غاب الكبار، ولكن لبنان لم يغب ولن يغيب. مشكلتنا الأساسية في لبنان لا هي في كيان 1920 الذي حاول البعضُ الإيحاء بأن زمنه انتهى، ولا هي في الصيغة الفدرالية، ولا هي في الدستور المعدّل المنبثق من اتّفاق الطائف لعام 1989، ولا هي في صلاحيات رئيس الجمهورية التي نُقِلَ معظمها إلى ...مجلس الوزراء. مشكلتنا تكمن بشكلٍ رئيسي في غياب الكبار الذين لا ينظرون إلى مراكزهم باعتبار أنهم حملة قضية. لأن لبنان بحدِّ ذاته هو قضية. ولد وتطوّر وتفاعل مع محيطه والعالم على أنه قضية. قضيةٌ في تكوينه البشري الذي لا مثيل له في العالم، قضيةٌ في التوازن الداخلي الذي لا يحتمل الغلبة، ولا أي نوع أنواع الأكثريات. قضية وطنٍ كانت الحرّية في أساس نشوئه. وهذا لا يحدث في نشأة أوطان الآخرين، إذ ما من كيانٍ في الشرق كلّه نشأ وتطوّر على أساس أن الحرّية هي قانونه الأسمى.
[…] صلابته ليست في حدوده وهي مستباحة، وليست في ممارسة الحكم فيه فهي صارت معروفة دوليًا، ولا في ثرواته الطبيعية وهو ليس مصدّرًا لها. إنها موجودة ليس فقط في إنسانه الذي اقتحم العالم أمس واليوم، وهذا قولٌ صحيح، لكنه سهلٌ. إنها موجودةٌ في ضرورة الحاجة إليه، ليس ذلك لأن تجربته البشرية تعود إلى أكثر من ثلاثة قرون، بل لأنه ليس بمستطاع أحد –وقد جرّبوا بالأمس واليوم- ممارسة احتكار القرار فيه والاستبداد فيه. فليس لتجربته من بديل فهو بلد الضرورة في الشرق كلّه. إقرأ المزيد