تاريخ النشر: 01/01/1986
الناشر: دار العودة
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:قصة العم صالح التي يتصدى محمد عبد الولي لكتابتها ومن ثم رويها تبدو من الوهلة الأولى سيرة ذاتية واقعية بالفعل، وهي القصة التي يجزم راويها بضمير المتكلم صراحة – أي على مستوى المنطوق السردي – أنها حدثت بالفعل، وهي عن المجنون الذي كان يراه في سجن القلعة: "لكن لماذا ...كل هذا الحديث ما دمت أريد أن أقص عليكم سبب وجوده هنا. وقصته هذه، وأقسم لكم لم تكن من بنات أفكاري ولا من بعض مؤلفاتي القصصية، وبإمكان الذين لا يصدقونها أن يذهبوا إلى هناك وأن يدخلوا سجن القلعة ليتأكدوا من أنني لم اقل غير الحقيقة".
ويبدو أن قصة (عمنا صالح العمراني) جاءت نتيجة تجربة الكاتب الشخصية ومعايشته للناس في مجتمع يسوده التعصب الديني، وهو الموقف الديني الذي صدر عن أهالي صنعاء ضد قصة الحب التي انتشرت عن العم صالح في شبابه، حين احب فتاة يهودية حسناء، وهو الشاب المسلم الوسيم الذي كان أول من عرف قيادة السيارات في اليمن، عندما وصلت أول سيارة إلى صنعاء في الثلاثينيات. علاوة على ذلك إصرار الفتاة اليهودية، على التمسك بدينها ورفض الإسلام إلى "أن غادرت صنعاء دونما كلمة وداع، وغادر صالح العمراني عالم العقلاء، يقود نفسه وكأنه سيارة". هكذا يقول لنا السارد دون أن يعطي تبريراً مباشراً لسبب وجود العمل صالح سجن القلعة، إلا الجنون، ذلك أن سجن القلعة في عهد الأئمة في اليمن، كان مشهوراً بالجمع بين المجانين والمعتقلين سياسياً. وبالنظر إلى البُنية الكلية للمنطوق السردي الدال بدوره على المسكوت عنه، يمكن فهم السبب الكامن وراء سجن العم صالح زمن شبابه الذي قد يكون سياسياً إلى حد كبير. ذلك أن الرجل – كما يبدو في الرواية – كان أول من عرف قيادة السيارات زمن حكم الأئمة في اليمن، حين كان من حق السلطة فقط أن تمتلك السيارة وأن تختار من يقودها. وهذا يعني أن العم صالح كان من المقربين إلى السلطة، وجاءت قصة حبه لليهودية لتشكل موقفاً عدائياً من السلطة اتجاهه (فالإمامة في اليمن كانت في الأساس سلطة دينية)، لعبت دوراً هاماً في تعميق الفجوة الحضارية بين الديانتين (الإسلامية واليهودية) ما جعل الناس في صنعاء، ومن ورائهم السلطة السياسية يثورون على قصة حبه وربما السبب في دخوله السجن ... إقرأ المزيد