الشعرية النحوية في الكتاب
تاريخ النشر: 14/03/2025
الناشر: زاد ناشرون وموزعون
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:ممّا هالني أني وقفت على غير واحد من علماء التراجم والطبقات المتأخّرين المعروف عصرُهم بالعقم والجدب في فضاء الابتكار والإبداع والتجديد، يشير إشارات لا تليق بعالِم لساني جعل حدّاً فاصلاً للهيمنة العلمية الشّفهيّة التي لولا أن شمّر على شبابه الذي أفناه في خدمة هذا اللسان الذي انبرى لتدوين قواعده وأساليب ...خطابه لضاع منه علم كثير، وممّا راعني أكثر أني وجدت حتى بعض المحدَثين الذين لا يرقون لأن يكونوا تلامذة لسماع من سَماعاته، لا يتورّعون في وصف هذا العالِم اللسانيّ العظيم الأجدر بالتقدير والذكر لدى العرب ما طلعت شمس بعد أستاذه الخليل بن أحمد، بأوصاف رخيصة، وكأنّ هذا العالِم الموسوعيَّ في لغة العرب مِن ألِفها إلى يائها لم يزد على أن جمع هذا اللسان جمعاً لا فضلَ فيه إلا لعلماءَ أجلاءَ تعلّم على أيديهم، وسمع علماً غزيراً منهم.
ألمعت آسفاً إلى ما ألمعت، وكأنّي شَمِمْتُ شُعُوبِيَّةً مَقِيتة، ولو بأثر رجعي، لم يتبنَّها دِين، ولا فكرٌ متحضّر، ولا أحدٌ من العاقلين، ولعلّ ممّا فات هؤلاء الذين ينعتون الرجل بأنه مجرّد جامع لِمَا دار شفهيّاً بين من عاصروه أو تقدّموا عليه، أنّهم يهدمون اللسان العربي من أساسه، وليس من سقوفه، لأنّ العبرة بما جاءنا مدوَّناً، وليس فقط بما وصلنا شفهيّاً ترجع إلى مائة سنة قبل ظهور «الكتاب»، وفي تقديرنا أن الإشكال لا يكمن وحسب في كون الرجل «جامعا» ومشيِّداً للسان العربي، بل يكمن أيضا حتى في بعض الجوانب المتعلّقة مباشرة بالرجل. إذ هل من المعقول أن يختلف العلماء والنسّابون وكتب الطبقات والتراجم وأصحابه في وفاته كلّ تلك الاختلافات الغريبة، حتى إنّك لا تكاد تجد مصدراً يتّفق مع الآخر؟ بل وحتى في كُنْيته!فمن قائل «هو عمرو بن عثمان بن قنبر أبو بشر»،ومن قائل: «أبو الحسن» مكان: «أبو الحسن»، بل قال بعضهم: «إن اسم سيبويه بن بشر بن سعيد !»، ... إقرأ المزيد