ديوان أحمد عبد المعطي حجازي
(0)    
المرتبة: 32,865
تاريخ النشر: 01/01/2001
الناشر: دار العودة
نبذة نيل وفرات:إن القراءة المتأنية لهذا الديوان تضع يدي القراء على مبدأ أساسي يقدسه الشاعر أحمد حجازي ويندفع إليه ويملأ الإيمان به عروقه وخلاياه.. هذا المبدأ هو "حب الحياة" أو "الرغبة في الحياة"... فهو ليس شاعراً عدمياً وليست أحزانه وألوان حرمانه تشتعل الرغبة في الحياة والحب لها والضيق بالعقبات التي تقف ...في طريقها والواقع أن الشاعر لم يصل إلى حل نهائي واحد للمشكلة، ولم يجد طريق الخلاص الأخير فيها.
على أن القارئ يستطيع أن يجد من هذا الديوان بعض الملامح المعينة التي تصور طريق الخلاص التي اختارها الشاعر.. في الحدود الضيقة التي وصل فيها إلى اليقين. فشاعرنا يرفض منذ البدء ذلك الإنسان الرومانسي الذي يعيش في عالم غامض خيالي أنه يختار الحياة في دنيا الصراع الواقعي الواضح، ومن محيط هذا الصراع توجد بعض الموانئ التي يستريح إليها حيناً بعد حين، وفي هذا المحيط تظل مبهرات القلق وأسبابه قائمة بعيداً عن تلك اللحظات يجد فيها الشاعر مأمناً يستريح إليه.
فما هي الموانئ أو المرافئ التي يستريح إليها هذا الشاعر؟... إن أول مرفأ هو الفن، أنه يجد في التعبير جانباً من جوانب الخلاص، فهو كثيراً ما يمجد "الكلمة" والكلمة تقوم هنا بالنسبة للشاعر بنفس الدور الذي تقوم بها المأساة على المسرح بالنسبة للمشاهد في رأي أرسطو... ففي ثلاث قصائد هي "لمن نغني" و"ميلاد الكلمات" و"دفاع عن الكلمة"... يظهر بوضوح إيمان الشاعر بالكلمة كوسيلة من وسائل الخلاص، وكمرفأ آمن تلجأ إليه النفس في حالة قلقها واضطرابها وتعرضها للمشكلة التي يصرخ الديوان بالتعبير عنها..
وأحمد حجازي يعبر بإخلاص عن إيمانه بالكلمة ويجردها دائماً من وظيفتها المؤقتة أو المترفة، من الكلمة عنده صلة صادقة بالناس أنها خالية تماماً من ثياب الاستعباد التي لبستها في مراحل تاريخية طويلة". لن يأخذني الخوف، فأنا الأصغر لم أعرف بعد مصاحبة الأمراء لم أتعلم خلق الندماء، لم ابعد الكلمات بالذهب اللألاء، ما جردت السيف على أصحابي فرسان الكلمة، لم أخلع لقب الفارس يوماً، فوق أمير أبكم". إنه احتجاج على التاريخ الطويل الذي عاشته الكلمة "سيرة" لبعض الضرورات الخارجية الرائفة... احتجاج على التراث الطويل الذي لم تعرف فيه الكلمة كيف تكون طليقة متحررة من القيود. والسلاسل التي طالما أفسدت وظيفتها الإنسانية السامية. إقرأ المزيد