تاريخ النشر: 26/01/2024
الناشر: دار كنعان للدراسات والنشر
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة الناشر:مرض الرجل واستقال من الحياة بين أهله كما تفعل أغلبية الناس من كبار السن. أشياؤه ظلت معنا بيننا. ولنا القبر والبيت والشارع والصيدلية التي شهدت لقائي الأول بمية قبل أكثر من اثنتي عشرة سنة، حدث هذا في أواخر الربيع أو أوائل الصيف. الوقت مساء أحد أيام الإثنين. كنت أجلس في ...عمق الصيدلية على كرسي دوار ذي عجلات متحركة عندما جاءت امرأة مع وصفة طبية. تحمل طفلا يبكي من المرض عمره سنتان أو نحو ذلك. كان الطفل في حاجة (حسب الوصفة الطبية التي تحملها المرأة إلى حقنة في العضل من أحد المضادات الحيوية جهز ياسر الصيدلاني الحقنة المطلوبة وكشفت المرأة عن إلية طفلها الصغير المريض. وفي تلك اللحظة بالذات دخلت إلى الصيدلية شابة طويلة القامة إلى حد ما، ناحلة القوام، قمحية اللون بشعر أسود غزير في غير استرسال، وعينين عسليتين تنبضان بحيوية الربيع. تجمدت البنت في مكانها أمام هذا المنظر: الطفل يصرخ باكياً بحرقة بينما إبرة الحقنة تنفرز في ظاهر إليته إلى داخلها شهقت الشابة من الصدمة وتمتمت: "هذا حرام" وسارعت تغطي عينيها بأصابع كفها الرقيقة. رحت أراقبها من مكاني وأنا ألف ساقاً على ساق، وأبتسم من خوفها سعيداً بها، من دون أن أدري لماذا كنت كذلك. انقضت ثانية أو بعض ثانية قبل أن تباعد البنت بين اثنتين من أصابعها وتنظر من خلال فرجة بينهما لتعرف إن كانت "حفلة التعذيب" قد انتهت. إقرأ المزيد