نوح والطوفان العظيم ؛ ميلاد الحضارة الإنسانية الثانية
تاريخ النشر: 01/11/2023
الناشر: مكتبة حسن العصرية للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:يمثّل هذا الكتاب إمتداداً لمشروع علمي جديد يتعلق بالدراسة المستفيضة عن أولي العزم وقصص الأنبياء والمرسلين في القرآن الكريم ، وهو جزء من موسوعة ( أولو العزم من المرسلين ) التي يسعى المؤلف من خلالها إلى التعريف بسيد الأنبياء والمرسلين من خلال كتاب الله ، الذي لا يأتيه الباطل ...من بين يديه ولا من خلفه ، وشرح تراجمهم وأخلاقهم ، وأصول دعوتهم من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحيحة وأقوال العلماء الراسخين بأسلوب عصري يلائم المرحلة التي تمرّ بها الإنسانية الباحثة عن إجابات شافية لتساؤلها عن الله والكون والحياة ، والجنة ، والنار ، والقضاء والقدر ، والرسالات والنبوات ، والحضارات الإنسانية القديمة ، ومتى نشأت ؟ وما مصيرها ؟ وسنن الله في خلقه ، وأصول الأخلاق ، والقيم الروحية . . الخ ، وإدارة الصراع بين الحق والباطل والهدى والضلال والخير والشر والكفر والإيمان . . الخ . وبالعودة ـ فإن هذا الكتاب يتحدث عن النبي نوح عليه السلام وقد تمّ تقسيمه إلى مجموعة من المباحث ، تمّ في المبحث الأول الحديث عن فترة ما قبل نوح عليه السلام كما تمّ بيان أنه ليس بين آدم ونوح رسول ، وأن الأصل في الإنسان التوحيد ، كما تمّ شرح الآيات التي أكّدت هذا الأمر . كقوله تعالى : [ كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البيّنات بغيّاً بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ] [ البقرة / 233 ] . كما عمد المؤلف إلى توضيح ومن خلال القرآن ، أن التوحيد هو أصل وعدّة الرسل ، وإليه دعوا أقوامهم ، قال تعالى : [ شرّع لكم من الدين ما وصّى به نوحاً والذين أوحينا إليك وما وصّينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشتركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب ] [ الشورى / 13 ] . كما ذكر أقوال علماء الآثار والباحثين في الأديان في أصل التوحيد ، ثم التطرّق إلى أول شرك وقع في بني آدم بالإعتماد على القرآن الكريم ، في المادة التاريخية ، فقد احتوى على معلومات عظيمة متعلقة بسيد الأنبياء والمرسلين وقصصهم قال تعالى : [ وكُلا نقصّ عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين ] [ هود / 120 ] . أما المبحث الثاني فكان الحديث فيه عن دعوة نوح علي السلام ، ومعنى النبي والرسول في اللغة والإصطلاح ، وحقيقة النبوة ، والحكمة من بعث الرسل والأمور التي تفرد بها الأنبياء ، كالوحي ، وعدم التوريث ، وأعينهم لا تنام وقلوبهم لا تنام ، والأرض لا تأكل أجسادهم وعصمتهم، وأهمية الإيمان بالرسل والأنبياء والمرسلين ، ثم الحديث عن توحيد الله في رسالة نوح عليه السلام . . وأن الإسلام هو دين نوح عليه السلام والرسل جميعاً ، وأن الأنبياء أخوة لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد . في المبنى الخامس تمّ توضيح مواقف قدم نوح من دعوته من سورة هود وسورة الأعراف والمؤمنين والشعراء ، وكيف كان ردّ نوح على شبهاتهم بالفعل والمنطق والحجة والبرهان . . . ومن ثَمَّ تمّ الوقوف على صفات قوم نوح عليه السلام من خلال آيات القرآن الكريم . أما المبحث الرابع فقد تمّ فيه تناول بيان نوح لربه تجاه قومه وشكواه من موصيتهم له ، ودعاؤهم عليهم في سورة نوح ، ثم تفسير الآيات التي جاء في سورة نوح . أما المبنى الخامس فقد كان الحديث فيه عن سفينة نوح عليه السلام ، والطوفان العظيم ، وتفسير الآيات المتعلقة بهذه الأمور ابتداءً من قوله تعالى : [ وأوصي على نوح أنه لن يؤمن من قولك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون ] [ هود / 36 ] . وقوله تعالى [ واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني في الذين ظلموا أنهم مفرقون ] [ هود / 37 ] . . . وصولاً إلى الحديث في الطوفان وانحساره وكل ما جرى خلال ذلك من أحداث . وكان الحديث في المبحث السادس عن ميلاد الحضارة الإنسانية الثانية ، ونذكر أقوال العلماء وأهل التفسير في قول الله تعالى [ قيل يا نوح اهبط بسلام منّا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسّهم منا عذاب أليم . تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العافية للمتقين ] [ هود 48 – 49 ] . ثم ذكر صفات نوح عليه السلام وأخلاقه التي تجسّدت في شخصه الكريم ، فقد كان من أولي العزم من الرسل الذين حققوا التوحيد ، وإفراد الله بالعبادة ، ودعوا على ذلك وآمن بعض الناس برسالته ورُبُي من اتبعه على أخلاق وصفات حميدة ساهمت في تأسيس الحضارة الإنسانية الثانية من أهمها : الإخلاص ، والصبر ، والتقوى ، والإستغفار ، والدعاء ، والعبودية ، من شكر لله ، وكثرة السجود والتوكّل . . . وغير ذلك مما غرسه نوح عليه السلام في أتباعه من ساهم في نهضة حضارة السلام والبركات ، وبيان كيف تعامل نوح عليه السلام مع السنن الربانية والتي فيها : سنة الله في التغيّر وعلاقتها بالبناء العقدي – سنة الله في الإبتلاء ، سنة الله في الأخذ بالأسباب ، سنة الله في التدافع ، سنة الله في التدافع مع سنة الله في التعدّد والتمكين ومن ثم تمّ توضيح خصائص الحضارة الإنسانية الثانية ، حيث قامت على أساس الوجدانية المطلعة ، وتوضيح عوامل نشوء الحضارة الإنسانية الثانية ، التي بدورها حققت الأهداف الأساسية للحياة الإنسانية . إقرأ المزيد