تاريخ النشر: 20/07/2022
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
نبذة الناشر:فترة مربكة من الصمت مرّت...
رأى الصبيّ خلالها ألوان الفضاء من حوله تتبدّل، فأمسك أصابع أبيه الطويلة بيده الصغيرة، فأحسّ بكفّ أبيه تلمّ يده، فسكن وهو يلبد خلفه كالعصفور.
الرجل الواقف على القاع لا يريد أن يتخلّى عن مكانه، ولا أن يترك رسن الدهماء، والدهماء ثابتة في أرضها مثل تمثال من الصخر، ...خلفها يتكدّس الرحل الصغير منتظراً بصبر، وإن غفلوا عنها، تصير تحمحم وتنكث التراب.
تشجّع الصبيّ الملموم خلف أبيه مثل طبّة من الصوف، فضغط بيده الرقيقة على كفّ أبيه، فتنبّه أبوه وكأنّه يقرأ ما تكتبه الأصابع الغضّة على راحة يده.
فتعطّف، فحوّل بتبتّل عن الفرس، وساعد الصبيّ الّذي كان خاتلاً وراءه على النزول.
ومنذ أن لامس التراب، جثا على القاع، وقبّلها بخشوع، وهو يتمتم:
- حقّ الأرض علينا، تطعمنا وتسقينا. إقرأ المزيد