تاريخ النشر: 17/03/2022
الناشر: دار التنوير للطباعة والنشر
نبذة الناشر:"قلعة الأحرار": لم تكن كالقلاع شاهقة البناء منيفة فقد شيّدت في تقشّف شديد لا يدلّ على ذوق معماريّ رفيع فجاءت عبارة عن بناءات مستطيلة متوازية غفل من أيّ تزويق أو بهجر وزخرف.
كانت قلعة منعزلة في الخلاء كالقلاع المعروفة، بيد أنّها لا تشرف على شيء، ولا تحتاط من هجوم محتمل، ولا ...تواجه أعداء، ولا تخوض معارك ضدّ غزاة حقيقيّين يطمعون فيها.
وعلى الرغم من هذا كلّه، فإنّها قلعة فعلاً، فالقلاع لا تكون قلاعاً إلّا بأسرارها وناسها، وخصوصاً بعجز من هم خارجها عن معرفة مسالكها ودهاليزها وخفاياها أكثر ممّا هي بهندستها وشكلها وحجارتها وصلابتها ومناعتها وشموخها.
إنّها مثال ناطق عن لعبة توهّم وإيهام يصدّقها الجميع داخل القلعة وخارجها، فيقتاتون من كذبة فاتنة شيّقة وهم يلوكون سرّاً غامضاً محيّراً.
لذلك سأروي لكم شيئاً من هذا السرّ وبعضاً من حياة ساكنة القلعة وتردّداتهم وحيرتهم، وبطولاتهم ونذالتهم، وإخلاصهم وخيانتهم، وحروبهم وهزائمهم، وإخفاقاتهم وانتصاراتهم.
إنّ الدهليز المخيف لا يظلّ مرعباً إذا نزلنا إليه واعتدنا ظلمته الحالكة، والشعاب المخوفة لا تظلّ خطيرة إذا دخلناها وخرجنا منها سالمين. إقرأ المزيد