المنهاج في الفقه - على مذهب الإمام الشافعي ويليه دقائق المنهاج
(0)    
المرتبة: 322,445
تاريخ النشر: 21/12/2021
الناشر: دار المقتبس
نبذة نيل وفرات:الإمام النووي هو الإمام الرباني، الفقيه الزاهد، أبو زكريا، يحيى بن شرف النووي الدمشقي، فقيه الإسلام، وحسنة الشام، ولد سنة 631هـ، أنشأه والده تنشئة حسنة، وكان لها أعظم الأثر في حياته، اهتم بحفظ القرآن الكريم ودراسته، ثم أتم مجتهداً على المتون العلمية، وارتاض حفظها وفهمها، في فنون متنوعة: ضبطاً ...وحفظاً وشرحاً وتصحيحاً وتعليقاً، وأكرمه الله تعالى بخيرة العلماء في زمنه.
له مؤلفات كثيرة، والتي كتبها بنَفَس العالم والمربي الذي يريد نفع أمته وجميع المسلمين، فكان علمه مبذولاً لنفع العامة لا الخاصّة، إلى جانب تميزها في جودتها وحسن اختيارها، وصحة التدرج في تحصيلها، التي قال عنها الإمام الأسندي: "جعل تصنيفه تحصيلاً، وتحصيله تصنيفاً" وهذا من أبدع ما نفع به نفسه والمسلمين.
ولذا رُزق السعادة والقبول فيها، وغدت في مشارق الأرض ومغاربها تُطلب وتُحفظ وتدرّس، كانت درّة مصنفاته "منهاج الطالبين" الذي نقلب صفحاته، فإنه خُلاصةٌ محرّرة متقنة من فقه الإمام الشافعي، فبعد أن تأصّل في فقه الإمام ابن ادريس الشافعي، هبّ لنشره الإمام الجويني في كتابه (نهاية المطلب) فأمتع وأبدع؛ إلا أنه مطوّل، فانبرى من بعده الإمام الغزالي، فصنّف محاسنه الثلاث: (البسيط) و(الوسيط) و(الوجيز) وحرّر الأخير فيما ظهر له، لكن الإمام الرافعي ابتغى مزيد تحرير له، فتناوله بالنظر والتأمل، حتى جاء بمصنفه (المحرَّر)، وهذه حلقات أربع في فقه الإمام الأول! وهي طويلة لناهل العلم المبتدئ! حتى قيّض الله لمدرسة الشافعي، إماماً رُزِق جودة العلم، وحسن الفهم، وعذوبة اللفظ، وإتقان الإختصار فقدم للأمة أجمع لكلّ من سأل عن مدارج الناهلين للفقه في الدين: (منهاج الطلبين)، المصنف الذي وصفه تلميذه الإمام ابن مالك الجيّاني النحوي بقوله: "لو استقبلت من أمري لما استدبرتُ، لحفظته"، ووصفه الجلال السيوطي في القرن العاشر أن قال عنه: "هو عمدة الطالبين، والمفتين".
وكان من خبر (المنهاج) أن كثرت نسخه جدّاً، واضطربت مواضع فيه كثيرة وأشكلت ما بين ناسخ حاذق متقن، وما بين آخر متطفل، قد جعل غايةَ أمره التكسب؛ فاتفقت كلمة الفقهاء آنذاك أن يعهد إلى ناسخٍ حاذقٍ ضابط، يخرج لهم نسخة متقنة يحصل الإتفاق عليها من (المنهاج)؛ إذ هو (عمدة الطالبين والمفتين)، فأُسند الأمر إلى الشيخ علاء الدين علي بن أيوب المقدسي المشهور بـ (عُليَّان) وتتبع نسخة الإمام النووي الأصل، فعلم أنها قد صارت إلى داود السلطان، وكان قد توجه بها إلى مصر، فتلقَّفه ونسخ نسخته وقابلها من خطّ الإمام إلى (الإجارة)، وإذ بصاحبها يخبره بالرحيل نحو مصر، فما كان من العلماء إلا أن تجمعوا في المدرسة البدرائية، يكملوا النسخ والمقابلة في مشهد مهيب، فجلس العلاء يقرأ من نسخته التي نسخها من الإجارة إلى آخر الكتاب والعلماء يسمعون، ونسخ العلاء ابن أيوب المقدسي نسخاً أخرى بين نسخته، حتى أصبحت النسخ تتمايز بأنها مقابلة على نسخة العلاء المقدسي.
وأما هذه النسخة التي بين يدي القارئ، فهي نسخة نفيسة من أعلاق ذخائر المسجد الأقصى المبارك المشهورة بالنسخة البدرائية، نسبته إلى موضع نسخها، حيث، وكما أسلفنا، اجتمع العلماء ونسخوا وقابلوا (المنهاج) مقابلة متقنة محرّرة على خط الأمام.
هذا وقد اشتمل هذا الكتاب أيضاً، على كتاب دقائق المنهاج، وهو للإمام النووي أيضاً في الفقه، وعلى مذهب الإمام الشافعي. إقرأ المزيد