أبو إسحاق الألبيري ؛ شاعر الأندلس - الزاهد - الثائر
(0)    
المرتبة: 69,902
تاريخ النشر: 08/12/2021
الناشر: دار المقتبس
نبذة نيل وفرات:كانت الدراسات الأندلسية حتى أواسط القرن الماضي قليلة بالقياس إلى الدراسات الشرقية والغربية ، وكانت النصوص الأندلسية تصدر تباعاً . مدّ المستشرقون الأسبان وغيرهم أيديهم إليها واجتهدوا في طباعتها على حسب طاقاتهم المختلفة . وكانت تلك الإصدارات من نصوص التراث الأندلسي ، وتلك الدراسات كالإضاءات متوالية على منطقة مجهولة ...أو شبه مجهولة . وتصدّى عدد من الباحثين المحبين للأندلس وتراثها لإحياء التراث العريق في ذلك الفردوس المفقود ، وإقامة الدراسات حول أدباء الأندلس وعلمائه وشعرائه . وفُتح الباب على العلوم والآداب والفنون الأندلسية . والتقى المشارقة والمغاربة على العناية بكل ما هو أندلسي . وكان للأدب والأدباء نصيب مهم ، لأن شهرة الأدباء والشعراء عادة قوية ، ولأن تزداد أشعارهم وموشحاتهم وتدوينها والأخذ عنها قديم في الحركة الأدبية في المشرق . من هذا المنطلق تأتي هذه الدراسة حول أبي إسحق الإلبيري : في شخصيته ، وشعره ، وإلقاء الضوء عليه من خلال رؤية منهجية على هذه الشخصية الفذّة . أما الأسباب التي دعت الباحث للنهوض بهذه الدراسة ، فيذكرها كما يلي : 1- فهو شاعر زاهد ، نثر في قصائده ومقطعاته رؤيته في الحياة ، وكانت له فلسفته في الحياة ، وكان له موقفه من أمور كثيرة فيها : وقد أعطاه هذا خصوصية وتميّزاً . 2- وهو شاعر له ديوان ، فهو جديد بالدراسة ، والنتائج التي يتوصل إليها الباحث الموضوعي ذات شأن في النظر إليه ، وتقويم تجربته ، والحكم عليه فنّياً . 3- وقد كان شعره صدىً لجوانب حياته ، وكان أيضاً صدىً لبعض أحداث زمانه . فله ، من هذه الجهة ، قيمة توثيقية ، إلى جانب القيم الأخرى . 4- وعلى الرغم من وجود أخبار مفيدة عن الشاعر وشعره . . هناك أخبار كثيرة مفقودة يمكن للباحث استنباطها ، أو تكحيل صورتها ، وهذا يحتاج إلى رؤية دقيقة يجب أن تتحلّى بأكبر قدر من الموضوعية . 5- وفي الدراسات التي سبقت وتناولت حياة الشاعر ، وجوانب شعره آراء وتحليلات واستنتاجات فيها مجانية الواقع ، أو إسراف في الإستنتاج ، أو تحكّم في الرأي ، أو تحميل للشعر ما لا يحتمل . . . وإن كان أغلب هذه الدراسات قد صدر عن باحثين ذوي اقتدار ، وعن طموح منهم للوصول إلى حقيقة الشاعر ، وإلى تقويم شعره : ومن هنا تختلف وجوه الإستنتاج وتختلف وجهات النظر . وهنا يضيف الباحث بأن مما زاد في شعوره بالمسؤولية لدراسة أبي إسحاق الألبيري وشعره أنه ، أي الباحث ، قد سبق وأصدر ديوانه ، وطُبع هذا الديوان - بتحقيقه وشرحه - أكثر من مرة ، فكان إصدار هذه الدراسة عنه من متممات العمل الذي بدأه بتحقيق الديوان وجمع الزيادات التي أضيفت إليه . وبعد . . فإن الألبيري يشكّل ظاهرة صارخة في الشعر الأندلسي ، في موضوع الزهد خاصة ، وفي مواقفه الحياتية أيضاً ، وفي الجرأة البالغة ، والمشاركة في بعض أحداث الحياة . دون أن يغيب عن البال أن الألبيري أنشد قصيدة ، ووزّعها في الناس ، والتي أسهمت إسهاماً شديداً في إلهاب الثورة على الوزير المُتَنَفّذْ إبن النغريلة ، بعد سلسلة من الإساءات جناها ومن الأخطاء القاتلة . أما الهدف من هذه الدراسة ، أي دراسة الألبيري ( حياته وشعره ) فهو : - إضافة نفحة جديدة إلى حركة الأدب العربي في الأندلس ثم الكشف عن شخصية الشاعر ذات المزايا والخصوصية ثم التأريخ لحياته وتقويم شعره ، ومعالجة قضية غمس شعره في القضايا السياسية ( إضافة إلى المعروف من تدخّله في القضايا الاجتماعية ) ، وتبيّن خصائص الشاعر الفنية اعتماداً على ما وصل إلينا من ديوانه وسائر شعره . وأخيراً فإن الهدف من هذه الدراسة أيضاً مراجعة أحكام سابقة في شخصه وفنه تستحق المراجعة . وهذه أبيات تشيد تطويع الألبيري الموضوعات المختلفة لقضية الزهد . ومن طريف هذا الباب أن الشاعر اطّلع على بعض شعر معاصريه في مساجلاتهم حول شدو الحمام أو بكائه ؛ سمع قول يحي بن هذيل الأندلسي ( ت 402 ) من قطعة [ وترنمت لحنين قد خَلْتها . . كغناء مُسمِعَةٍ وأنّهُ شاكي / ففقدت من نغمي لفرط صبابتي ... نفس الحياة ، وقلت : مَن أبكاكِ ؟ ] وسمع قول يوسف بن هارون الرمادي الأندلسي ( ت 402 ) : [ أحمامةٌ فوق الأراكة بيّني . . بحياة مَن أبكاكِ : مَن أبكاكِ ؟ / أما أنا فبكيت من لوعة الهوى . . وفراق من أهوى ، أأنت كذاك ؟ ] : فخرج الألبيري من السرب ، وقال كالمناقض لها من قطعة أولها : [ أحمامة البَيْدا أطلت بكاكِ . . فيحسن صوتك ما الذي أبكاكِ ؟ / إلى أن قال : أنا إنما أبكي الذنوب وأسرها . . ومناي في الشكوى مَنالُ فكاكي / فاذا بكيت سألت ربي رحمةً . . وتجاوزاً ، فبكاي غير بكاكِ ! ] . نبذة الناشر:كانت الدراسات الأندلسية حتى أواسط القرن الماضي قليلة بالقياس إلى الدراسات المشرقية والمغربية، وكانت النصوص الأندلسية تصدر تباعاً.
مَدّ المستشرقون الأسبان وغيرهم أيديهم إليها واجتهدوا في طباعتها على حسب طاقاتهم المختلفة، وكانت تلك الإصدارات من نصوص التراث الأندلسي، وتلك الدراسات كالإضاءات المتوالية على منطقة مجهولة أو شبه مجهولة.
وتصدّى عدد من الباحثين المحبّين للأندلس وتراثها لإحياء التراث العريق في ذلك الفردوس المفقود، وإقامة الدراسات حول أدباء الأندلس وعلمائه وشعرائه، وفُتِحَ البابُ على العلوم والآداب والفنون الأندلسية والتقى والمشارقة والمغاربة على العناية بكل ما هو أندلسي.
وكان لهذه الهمّة الكبيرة آثارها البالغة في:
١- إحياء التراث الأندلسي.
٢- التعريف بالأعلام والبلدان والآثار الأندلسية.
٣- إنشاء الدراسات الأدبية واللغوية.
٤- العناية بالعلوم الشرعية وما يلحق بها مما كان في الأندلس وكل ما يتعلق بذلك.
٥- عرض التاريخ الأندلسي. إقرأ المزيد