تاريخ النشر: 01/01/1900
الناشر: دار صادر للطباعة والنشر
نبذة نيل وفرات:يقول المترجم في مقدمة الكتاب : " يقول العبد الفقير إلى ربه . . بولس بن راجي عوّاد الكاهن الماروني . . إني لمّا رأيت تطرّق الفساد إلى هامة الأوطان ، وامتداد الأعناق نحو التبحّث في عقائد الإيمان . . وأن الذين يتعرضون لمعارضة أركان الدين الحقّ . ويتصدّون ...لصدّ كثير من الناس عن موارد الصدف قد كثر في هذه الديار سوادهم وانقدحت في أكثر هذه الأمصار زنادهم . . وراء ما عنّ لهم من مصالح المعاش دون المعاد . . حتى صرعوا بذلك عديداً وافراً وثنوهم عن مناهج الرشاد . . وكانت لغتنا العربية مفتقرة في هذا الكتاب إلى كتاب نتقدح بأدلته الراهنة أذهان أولي الإلباب . . . أخذتني النشوة الدينية . . فجعلت أناجي نفسي فيما عسى أقضي به بعض ذلك الوطر . . من وضع رسالة أو جمع كتاب ونقل مؤلَّف أغر . . إلى أن وقفت بعد الوصف الكثير على ذلك المؤلف المنقطع النظير ، وهو الكتاب المرسوم بالخلاصة اللاهوتية المنسوب إلى حجة الفلاسفة المحققين ، وعمدة اللاهوتيين المدققين القديس توما الأكويني الملقّب بشمس المدارس ، فأكببت على دراسته ، وأجلت فيه قداح النظر والفكر . فألفيته كتاباً تُشد إليه الرجال . . قد استدعي من دقائق الحكمة ودلائلها ، ولطائف الحقائق ودلائلها . . وما زلت بين ذلك أقدّم رجلاً وأؤخّر أخرى إلى أن قضى الله باقضاء الخلافة الكبرى الطرسية ، ورئاسة الملّة الكاثوليكية . . الحبر الأعظم والملاذ الأكبر البابا لاون الثالث عشر الذي ما كاد يستوي على صهوة سدته الرسولية حتى وجه طَرْف غايته إلى إنعاش الحكمة الحقّة بعد خمولها . . وكان أول ما أشار به ورسم تعليم العقائد الدينية والحقائق الفلسفية على طريقة ذلك القديس العلاّمة واعتماد كتابه المقدّم [ . . . ] . وهكذا ، شكّل ذلك منطلقاً وباحثاً للخوري بولس عواد ، وكما يذكر " بعد استخارة الله ، واستجادة جَو وجدواه " لشروعه في هذه الترجمة . . ناحياً فيه نحو الأصل دون تصريف ، مقتفياً في مساحة كلامه أثر المؤلف دون انحراف أو تحريف . . مفرغاً إياه في قالب عربي صريح . . ناهجاً في التعبير ما درج عليه الحكماء من الإصطلاح الصحيح . وتجدر الإشارة إلى التنويه بما ذكره صاحب الكتاب توما الأكويني بالسبب الذي من أجله كان تأليفه حيث يقول : " لما كان لا يجب على أستاذ التعليم الكاثوليكي أن يثقّف الشاذين فقط ؛ بل أن يهذّب الناشئين أيضاً كقول الرسول في الكدر 3 : 1 كالأطفال في المسبح قد غذوتكم باللبن لا بالطعام " كان قصدنا في هذا الكتاب إيراد ما يختص بالدين المسيحي على حسب ما يلائم تهذيب الناشئين [ . . . ] حيث يشيد بأنّه رأس الطلبة المبتدئين في هذا التعليم كثيراً ما يختلط عليهم ما كتبه غير واحد ، أما لكثرة ما لا فائدة فيه من المباحث والفصول والأدلة ، أو لأن ما يلزمهم معرفته لم يوضع على حساب نظام التعليم ؛ بل على حسب ما كان يقتضيه شرح المصنفات . . أولاً ، كثرة تكراره بعينه كانت تنشئ في عقول المطالعين ملالاً والتباساً . . من أجل ذلك كانت رغبته في اجتناب ذلك ونحوه . . . مجتهداً مع اتكاله على المدد الإلهي بتتبعه ما يختص التعليم المقدس على قدر ما يحمله المقام من الإيجاز والإيضاح ، من أجل ذلك استهل كتابه بتعيين غرضه وتحديده من تقديم النظر في أن التعليم المقدس أي شيء هو ، وماذا يتناول ، والبحث في ذلك دار على نشر مسائل 1- الحاجة إلى هذا التعليم 2- وهل هو علم 3- هل هو واحد أو كثير 4- هل هو نظري أو عملي 5- مقايسته بسائر العلوم 6- هل هو حكمة 7- هل الله هو موضوعه 8- هل هو إستدلالي 9- هل ينبغي فيه التجوّز والرمز 10- هل ينبغي تفسير كتابه المقدس على معانٍ كثيرة . هذا وقد اشتمل الكتاب على خمسة مجلدات ، وقسمين تستوعب المجلدات 1 و 2 . وقد استوعب المجلد الثالث على بقية القسم الأول . كما استوعب بعضاً من القسم الأول والجزء الأول من القسم الثاني ، الذي استكمل في المجلد الرابع . . . . وقد اشتمل هذان القسمان على مباحث وعدة أبواب جاءت مواضيعها على النحو التالي : أبواب المجلد الأول : 1- باب في الثالوث 2- باب في الخلق والإبداع . المجلد الثاني : باب في الملائكة . المجلد الثالث تم فيه استكمال باب الملائكة بينما اشتملت المجلدان على مباحث تنوعت مواضيعها . على سبيل المثال جاء في المجلد الرابع في انفعالات الغضبية وأولاً في الرجاء واليأس ، في معلولات ---- ، في الملكات في تمايز الفضائل . . . وأما المجلد الخامس فقد اشتمل على الجزء الثاني من القسم الثاني وهذا أيضاً بعض ما جاء فيه : في الشريعة الطبيعة . . في الشريعة الإنجيلية التي يُقال لها الشريعة . . في نعمة الله من حيث ماهيتها . . في الإيمان وقد شكل هذا الموضوع الجزء الثاني من القسم الثاني . بالإضافة إلى موضوع موهبة المعلم ، والكفر هل هو خطيئة . . ثم موضوع في الرجاء هل هو فضيلة ، وفي الخوف ، وفي اليأس . إقرأ المزيد