الخلاصة اللاهوتية ؛ موسوعة شاملة في الفلسفة والعقئد والفرق المسيحية
(0)    
المرتبة: 22,867
تاريخ النشر: 15/12/2012
الناشر: دار ومكتبة بيبليون
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يقول توما الأكويني في التعليم المقدس: قد مست الحاجة في خلاص الإنسان إلى تعليم منزل من الله غير التعاليم الفلسفية التي ينظر فيها بالعقل الإنساني، أما أولاً فلأن الإنسان متجه على الله من خلال رؤية تتجاوز إدراك العقل كقوله في اشعيا 64: 4" لم تر عين ما خلاك يا ...الله ما تصنع للذين ينتظرونك" والغاية التي يجب على الناس أن يوجهوا إليها مقاصدهم وأفعالهم لا بد أن يكون لهم سابقةٌ علمٍ بها، فإذاً قد مست الحاجة في خلاص الإنسان أن يُطلع بالوحي الإلهي على بعض ما يتجاوز الفعل الإنساني، وأما ثانياً فلأن الحقائق الإلهية التي يمكن النظر فيها بالعقل الإنساني قد مست الحاجة أن يتثقف الإنسان فيها أيضاً بالوحي الإلهي، وإلا فالحقائق الإلهية التي ينظر فيها بالعقل الإنساني ليس يتأنى إدراكها إلا لصنف قليل من الناس، وفي زمان طويل ومع أوهام كثيرة مع إن خلاص الإنسان القائم من الله يتوقف كله على معرفتها، فإذا لم يكن بدٌّ ليأتي الخلاص للناس على الوجه الأحرى والأكد أن يثقفوا بالحقائق الإلهية بالوحي الإلهي.
فإذاً قد مست الحاجة إلى تعليم مقدس موحى من الله سوى التعاليم الفلسفية التي ينظر فيها بالعقل، إذاً أجيب على الأول بأنه وإن كان لا ينبغي للإنسان أن يبحث بالعقل عما يفوق إدراكه، إلا أن ما كان من ذلك موحىً من الله يجب أن يقبله بالإيمان، ولذا قيل أيضاً في سي: 3: 20 قد أُطِلعتَ على أشياء كثيرة تفوق إدراك الإنسان وبذلك يقوم التعليم المقدس.
وعلى الثاني بأن العلوم تختلف بإختلاف إعتبار العلوم، فإن الفلكيَّ والطبيعيَّ يبرهنان على نتيجة واحدة بعينها، كالأرض كريّة، غير أن الفلكي يبرهن عليها بوسيلة رياضية، أي معرّاة عن المادة، والطبيعي يبرهن عليها بوسيلة مادية، فإذا لا مانع من أن تبحث عنه التعاليم الفلسفية من حيث يُدَرك بنور العقل الطبيعي، يُبحث عنه بعينه علمٌ آخر من حيث يدرك بنور الوحي الإلهي، ولهذا كان العلم الإلهي من قبيل التعليم المقدس مغايراً في الجنس لذلك العلم الإلهي الذي يعدّ قسماً من الفلسفة.
من هنا، رأى المطران بولس عواد ضرورة ترجمة هذا الكتاب الذي خلاصة توما الأكويني اللاهوتية التي تمثل موسوعة شاملة في الفلسفة والعقائد والفرق المسيحية، وكان في ترجمته هذه أميناً، متقفياً أثر المؤلف دون إنحراف أو تحريف، مفرغاً ما حكى عنه ووضحه في قالب عربيّ صحيح صريح، ناهجاً في التعبير ما درج عليه الحكماء من الإصطلاح الصحيح.
والهدف من ذلك كله وكما ذكر المعلم اللاهوتي توما الأكويني تثقيف أولئك من ينشدون العلم الإلهي وأيضاً تهذيب الناشئين والقصد إيراد ما يختص بالدين المسيحي على حسب ما يلائم تهذيب الناشئين، وذلك بإتباع ما يختص بالتعليم المقدس هذا على قدر ما يحتمله المقام من الإيجاز والإيضاح.
وتجدر الإشارة بأن هذه الموسوعة تأتي في سلسلة كنوز التراث المسيحي، والتي احتلت الرقم الخامس فيها، وكان قد سبقها دراسات حديثة في سيرة الأكويني ومدرسته الفلسفية. إقرأ المزيد