البحث الدلالي ؛ في حاشية السيد الشريف الجرجاني على الكشاف
(0)    
المرتبة: 94,466
تاريخ النشر: 03/12/2020
الناشر: دار المناهج للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:إن الدرس الدلالي كان ولا يزال واحداً من أهم - إن لم يكن أهم - الدراسات اللغوية في اللغات الإنسانية، فلا تكاد تخلو لغة من درس دلالي يوضح به طرائق معرفة المعنى في كل لغة.
واللغة العربية من أهم لغات العالم في ماضيها وحاضرها ومستقبلها؛ لإرتباطها بالقرآن الكريم، وقد وعد ...الله تعالى بالحفاظ عليه من كل زلل وتحريف حينما قال ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾... [سورة الحجر: الآية 9].
وبهذا الوعد الصادق منه - تعالى - تكفل بالحفاظ على القرآن الكريم من الزلل، فحفظ هذا الكتاب وما فيه من إعجاز عجزت عنه عقول العلماء، ومن معجزات هذا الكتاب تلك اللغة الرصينة والأسلوب الرفيع الذي عجز عن وصف لغته أعلام اللغة، فجاءت طائفة من الذين نذروا حياتهم لخدمة كتاب الله تعالى، فقامت مجموعة منهم بتفسيره بالإعتماد على الأحاديث النبوية، واتخذت أخرى مساراً فقهياً في تفسيره، وثالثة تناولت الجانب اللغوي منه.
ومن أبرز من سلك السبيل الثالث هو الزمخشري في تفسيره الشهير: (تفسير الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل)، فقد اتخذ من الجانب اللغوي مساراً في تفسير لآي القرآن الكريم، فبين الآراء الصوتية والصرفية والنحوية والمعجمية والسياقية.
وقد تناول العلماء هذا الكتاب بالدراسات، من هؤلاء السيّد الشريف الجرجاني الذي كان من أبرز أولئك الذين تناولوا الكتاب بالدرس، فقد وضع حاشية مهمة جداً على هذا التفسير، وإن كانت لم تنل من الشهرة ما يجب أن تنالها.
من هنا جاء اهتمام الباحث بهذه الحاشية؛ ونظراً لأن الجرجاني لم يتناولها من الناحية الدلالية، حيث ما زال البحث الدلالي نابضاً حيوياً يتجدد مع كل موضوع أو فكرة.
ذلك أن علم الدلالة يتداخل في مساحات واسعة مع علوم شتّى، الأمر الذي يؤدي إلى سعة أفقه بل يتأتى ذلك من الفهم المتعمق للمهتم بالدلالة بشكل عام، ولأن الدلالة فرع يتصل بفروع علم اللغة (اللسانيات) بجميع مناحيها صوتية وصرفية ونحوية ومعجمية... إلخ، تتزاحم الدراسات الدلالية لتوصل الجديد بالقديم، وتضيء أبعاد النص اللغوي والإبداعي بشكل عام، وتكشف عن رؤى جديدة يمكن أن تسهم في رفد المدوّنة اللغوية العربية.
وعليه، فإن ما قدمه الباحث في هذه الدراسة البحث الدلالي في حاشية السيد الشريف الجرجاني على الكشّاف؛ ثمرة من ثمار فهم العقلية العربية التي رسمت طريقها وسارت بخطى رائعة تستنير بما استوعبته من قراءتها وإطلاعها.
وقد قام بتقسيم دراسته على ستة فصول، استُهّلت بتمهيد، وتذييل بخاتمة ذكر فيها أهم النتائج التي توصل إليها الباحث؛ أما التمهيد فقد اشتمل على ترجمة موجزة لحياة الزمخشري: لأنه صاحب الكتاب الأساسي، ليتبع ذلك بترجمة للشريف الجرجاني تم فيها التركيز على تراثه المخطوط، وتلا ذلك التعريف بعلم الدلالة بتعريف موجز، ثم التفريق بين الحاشية والشرح.
وأما الفصل الستة فقد دارت حول المواضيع التالية، على التوالي: 1- الدلالة الصوتية، وما للصوت من أهمية في تغيير الدلالة، 2- الدلالة الصرفية وما للبنية الصرفية من دلالة، 3- الدلالة النحوية، وبالحروف المعاني من دلالات وكذلك دلالات أسماء الأفعال وما لضَمير الفصل والأساليب والحذف من أثر في الدلالة، 4- الدلالة المعجمية، والعلاقات الدلالية كالترادف والفروق اللغوية والتقابل والأضداد، وسبب اختيار الباحث لهذه العلاقات، 5- الدالة السياقية، وما للسياق من أثر في الدلالة، 6- وهو الفصل السادس الذي اختتم الباحث به دراسته حيث تناول فيه ألفاظ الحاشية في ضوء نظرية الحقول الدلالية، والهدف أن يجمع في هذا الفصل عدداً من الألفاظ في ضوء حقول كحقل الإنسان وحقل الحيوان، وحقل الطبيعة وحقل الألفاظ الجامدة، جاعلاً هذا الفصل يخصّ الألفاظ في هذه الحقول: لكون الشريف الجرجاني لم يصل منه أي كتاب له في معاني الألفاظ؛ سواء أكان معجم ألفاظ أو معجم معان.
من هنا حاول الباحث أن يجمع ما تيسر له من ألفاظ في هذه الحقول التي وضع أصولها اللسانيّون كأحمد مختار عمر وأحمد محمّد قدور وغيرهما. إقرأ المزيد