الزبير في العهد العثماني إلى التاريخ المعاصر ؛ العلاقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والحضارية - دراسة تاريخية اجتماعية (979 - 1434هـ / 1571 - 2013م)
(0)    
المرتبة: 29,388
تاريخ النشر: 03/03/2020
الناشر: الدار العربية للموسوعات
نبذة نيل وفرات:"الزبير" مدينة عراقية تقع جنوب العراق وتبعد (16كلم) في الجنوب الغربي عن مركز محافظة البصرة حيث تتبعها إدارياً ويبلغ عدد سكانها (800.000) نسمة، وتمثل مدينة "الزبير" إحدى مناطق السنة في جنوب العراق، تسكنها عشائر وقبائل وأسر وأصول نجدية عربية، ولكن رحلت الكثير من هذه الأسر إلى المملكة العربية السعودية ...والكويت في مطلع ثمانينات القرن العشرين عند بداية الحرب العراقية الإيرانية (1400- 1408هـ / 1980- 1988).
وكانت تعتبر المدينة من مراكز إستراحة المسافرين بين الجزيرة العربية ومنطقة الخليج والعراق، كما أن قربها من البادية جعلها موقعاً لإستقرار البدو القادمين من صحراء نجد وبادية العراق ومنطقة التبادل التجاري معهم، و"الزبير" كبلدة عراقية لها مكانتها التاريخية تحفل بالتراث والأحداث خلال بضعة قرون في تأسيسها كما أنها محط رحال القادمين والقاصدين إلى حج البيت الحرام ممن هم خارج العراق القادمون من الشمال والشرق.
وقد سميت "الزبير" بهذا الإسم نسبة إلى "الزبير بن العوام" رضي الله عنه المدفون فيها سنة (38هـ / 659هـ)، ونشأت على أنقاض البصرة القديمة التي خططها القائد العربي المسلم عتبة بن غزوان سنة 14هـ / 635م في عهد الخليفة "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه واتسعت في العهد الأموي حتى أصبحت تغطي مساحة تقدر بحوالي 94كم مربعاً وقد تحولت في العهد العباسي إلى مرفأ وميناء تجاري وظهرت فيها البنوك والمصارف وتوسعت علاقتها التجارية وأقبل عليها الناس من مختلف البلدان لمزاولة الأعمال فيها، لكن على أثر سقوط الدولة العباسية بيد المغول سنة 656هـ / 1258م أهملت وبدأت في أوائل القرن الرابع عشر الميلادي بالإنقراض وانتقل معظم سكانها إلى الشرق حسب موضعها الجديد.
وإن ما جلّ ما كتب عن المدينة "الزبير" من كتب تراثية ودراسات جامعية ركزت على المدينة القديمة منذ تأسيسها على أيدي المهاجرين النجديين، وإنتهاء بالهجرة المعاكسة الكبيرة من "الزبير" إلى المملكة العربية السعودية في سبعينيات القرن العشرين وخصوصاً بعد إندلاع الحرب العراقية الإيرانية 1980- 1988، فنفدت المدينة من ساكينها النجديين وكأنها انتهت تماماً دون الإشارة إلى الواقع الجديد الذي بدأ بهجرات غير النجديين بعد الحرب العالمية وتزايدهم إلا القليل من الكتاب.
وإن ما فعله الكتاب يعتبر بمثابة وفاء لمجتمع مصّر الأرض الأرض الجرداء وأنشأ بسواعد أبنائه مدينة عامرة بمساجدها وأسواقها ومدارسها العلمية حيث سُميت (الشام الصغرى) وسوراً ارتفع لأربعة أمتار ويعرض ثلاث أمتار للدفاع عنها، ولكن هذا لا يمنع من أن يتناول الوضع الحالي لها بشكلها الحضاري الديموغرافي الحديث.
وهذا ما أشار إليه الدكتور "داود الربيعي" في كتابه (قضاء الزبير، دراسة في الجغرافية البشرية 1398هـ/ 1978م) والدكتور عبد الباسط الدرويش في (موسوعة الزبير) بأجزائها الخمسة يختم الماضي والحاضر لغاية سنة (1434هـ / 2013م).
من هنا، تأتي أهمية هذا الكتاب الذي دأب على رسم الصورة الحديثة لمدينة "الزبير" العراقية المعاصرة بكل مفاصليها بالتفصيل، وهذا الكتاب هو المكمل لكتاب المؤلف الأول والذي جاء تحت عنوان "الزبير نشأتها عوائلها شيوخها، قضائها، مساجدها وأمثالها الشعبية القديمة)، أما هذا الكتاب فقد أفرد فيه المؤلف الفصل الأول للـ"زبير" في العهد الثاني، ثم خصص الثاني الحديث عن الزبير في العهد الوطني والمالي، لتأتي هذه الدراسة بمثابة دراسة مقارنة بين مدينة تلاشت ومدينة بزغت على نفس الأرض، أما الفصل الثالث، فقد تناول المؤلف فيه الهجرات إلى "الزبير" منذ عام (1332هـ / 1914م) من الإحسائيين مروراً بأبناء العشائر الجنوبية وتوطين الغجر قرب "الزبير"، ونزوح أهالي الفاو في الحرب العراقية الإيرانية إلى الهجمة الإستيطانية بعد الإحتلال الأميركي (1424هـ / 2003م)، ودار الفصل الرابع حول "الزبير" في حاضرها بمختلف مفاصلها الإجتماعية والإقتصادية والحضارية، وتضمن الفصل الخامس حديثاً حول العشائر في "الزبير" الحديثة، وتم تخصيص الفصل السادس والأخير للإشارة إلى أهم الشخصيات التي تركت بصمة في "الزبير".
وقد تم إغناء الكتاب بملاحق من مثل ملحق (1): ملخص مقتضب لأهم الأحداث في "الزبير"، ملحق (2): مدراء إعدادية "الزبير" للبنين، ملحق (3): (الأوليات)، ملحق (4): حملة شهادة الدكتوراه في "الزبير"... وهكذا..نبذة الناشر:أستكمل بهذا الكتاب ثلاثيتي السودانية ذات العنوان "حلو مر السودان، تاريخ ما لن يهمله التاريخ عن السودانيين العسكر والأحزاب"؛ كان أول الثلاثية كتاب "المصالحة الوطنية الأولى في السودان، إنتكسوها أم إنتكست؟" وبدا هذا العنوان وكما لو أنه بالروحية نفسها الكتابي المعنَّون "الحزب الشيوعي السوداني"... نحروه أم أنتحر" الذي صدر عام 1971 عن "دار النهار للنشر" بتقديم من المفكر والدبلوماسي كلوفيس مقصود (رحمة الله عليه) جاء فيه قوله "إن كتاب فؤاد مطر مساهمة جادة ومهمة في تمكيننا من أن نحقق مستوى مطلوباً من الإحاطة الجادة والمسؤولية...".
ثاني ثلاثية "حلو مر السودان، تاريخ ما لن يهمله التاريخ عن السودانيين العسكر والأحزاب" صدر عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" صيف 1999، وجاء في تقديم الصحافي السوداني العريق محمد الحسن أحمد (رحمة الله عليه) للكتاب قوله "لا بد أن نحمد للأستاذ الكبير فؤاد مطر هذا الاهتمام الذي لا نظير له من كُتَّاب عرب آخرين بقضايا السودان وأهله وأن نشكره على صبره في المتابعة وحِرْصه على تجميع الوثائق والعناية الفائقة به، ولعل أهم ما تضمَّنه الكتاب شهادة الصديق فتح الرحمن البشير، وهي شهادة إحتفظ الكاتب بسترها لأكثر من عشرين سنة قبْل أن ينشرها وجاء فيها قول الأخ فتح الرحمن: "أشهد بأن الأخ فؤاد مطر كان من صنَّاع المصالحة الوطنية وهو أمر واضح للسودانيين الذي عرفوه ولمسوا ما فعَلَه...".
وأما ثالث الثلاثية فإنه كتاب "سنوات نميري بحلوها... ومرَّها" الذي صدر شتاء العام 2001 عن "دار الناشر العربي الدولي"، ومما جاء في تقديم الكاتب والسياسي ربيع حسنين (رحمة الله عليه) الذي هو من خيرة المثقفين السياسيين في السودان: "لقد ساعدت خلفية الأستاذ فؤاد مطر المهنية في صياغة هذا الكتاب بذهن هادئ مرتَّب، ولا عجب في ذلك فهو خريج مدرستيَّن عريقتيَّن، مدرسة "النهار" البيروتية و"الأهرام" القاهرية فكان مزيجاً عذباً من عصير الصحافة العربية الرائدة...
وهكذا يُكتب تاريخ الأمم والشعوب بوفرة المصادر وتنوعها وإختلافها وعبَّر الدراسة والبحث الدقيقيَّن"؛ عسى ولعل أكون بهذه الثلاثية وبالكتاب الأول حول محنة "الحزب الشيوعي السوداني" في زمن ثورة مايو ورئيسها جعفر نميري، أسْديتُ إلى السودان الوطن والشعب ما هو حق لهما عليَّ كصحافي وكاتب ومؤلف. إقرأ المزيد