الشرق العربي في القرون الوسطى ؛ التحولات السياسية L'Orient Arabe Au Moyen-Age
تاريخ النشر: 01/01/1996
الناشر: الدار اللبنانية للنشر الجامعي
نبذة نيل وفرات:يسرّنا أن نضع بين أيدي القرّاء الكرام القسم الأوّل من الجزء الثالث من سلسلة التاريخ بالوثائق وهو بعنوان الشرق العربي في القرون الوسطى - التحوّلات السياسية.
وقد قرّرنا، بعد مباحثات طويلة مع الأساتذة المكلّفين إعداد هذا الجزء، إصداره في مجلّدين منفصلين، الأوّل هو الذي نقدّمه الآن، أمّا الثاني، فسيعالج التنظيم ...الإداري والأوضاع الإقتصادية والإجتماعي وسيظهر لاحقاً، وقد لجأنا إلى هذا الإجراء لكثرة النصوص المختارة ولإستحالة جمعها كلها في كتاب واحد.
يحتوي مجلّدنا هذا على خمسة أقسام، أعدّ الأوّل منها الدكتور الياس القطّار والثاني، الدكتور انطوان ضومط، والثالث، الدكتورة جولييت الراسي، والرابع، الدكتورة مونيك مراد، مع مشاركتنا شخصياً في اختيار بعض نصوصه ووضع بعض حواشيه وإعداد فهرسه الفرنسي، أمّا القسم الخامس والأخير فأعدّه أيضاً الدكتور القطّار.
إن هذا التوزيع لأجزاء الكتاب سهَّل على الأساتذة الباحثين العمل، ولكن هؤلاء اعتبروا أنفسهم فريقاً واحداً متضامناً، فتشاوروا وتعاونوا بصورة منتظمة، فكان هذا المؤلَّف ثمرة جهودهم المشتركة.
نذكّر هنا بأن الحقبة الزمنيّة التي يتناولها الجزء الثالث من مجموعتنا هي من أغنى حقب تاريخ الشرق الأوسط وأكثرها تعقيداً على الإطلاق، وهي تبدأ بظهور الإسلام وبالفتوحات العربيّة وتنتهي بالفتح العثماني، مروراً بالدول وبالدويلات المتعاقبة التي سيطرت إمّا كلياً وإمّا جزئياً على المنطقة، ومن بينها مملكة أورشليم اللاتينيّة والإمارات الصليبيّة الأخرى التابعة لها.
ولمّا كانت المصادر العربيّة وغير العربيّة وفيرة ومتنوّعة وغنيّة، والمرحلة الزمنيّة طويلة تمتد على تسعة قرون تقريباً، فقد بذل الزملاء، المذكورة أسماؤهم أعلاه، جهداً يحمدون عليه وأمضوا شهوراً بل سنوات يقرأون وينقّبون لإختيار النصوص الملائمة من مصادرها الأصيلة.
وقد اعتُمدت في هذا الإختيار، كما في عملية النشر، المبادئ العلميّة المتعارف عليها بين المؤرّخين، ولا حاجة للتوقّف عندها في هذه المقدّمة، كما اعتمد المبدأ الأساسي الذي وضعناه لجميع أجزاء سلسلتنا التاريخ بالوثائق وهو أن تُنشر النصوص بلغتها الأصلية، شرط أن تكون تلك اللغة العربيّة أو الفرنسيّة أو الإنكليزية، أمّا الحالات الأخرى، فتُعطى الأفضليّة فيها للترجمة الفرنسيّة العلميّة.
ومن حيث أن معظم المصادر المتعلّقة بالحقبة الزمنيّة التي ندرس قد كتبت أصلاً بالعربيّة فكان من الطبيعي أن تطغى تلك اللغة على نصوص هذا المؤلّف. إقرأ المزيد