تاريخ النشر: 01/01/2009
الناشر: الدار اللبنانية للنشر الجامعي
نبذة نيل وفرات:يمثِّل هذا المعجم - الموسوعة عصارة الفكر الأوروبيّ في نظرته إلى الإسلام وحضارته المتعددّة الوجوه، صحيحٌ أنه اعتمد المصادر الإسلاميّة واستقى منها معلوماته، إلّا أنّه قاربها ذهنيّة المتمرسّ بالبحث المنهجيّ النقديّ العريق في تراث أوروبا.
ومؤلِّفا هذا المعجم التاريخيّ للإسلام هما من أساتذة جامعة السوربون العريقة، ومن باحثيها المبرِّزين الذين ...وقفوا حياتهم على دراسة الحضارة العربيّة الإسلاميّة وعلاقاتها بسائر الحضارات الفاعلة في التاريخ.
لذلك، قمنا بترجمة معجمهما بالعربيّة من دون أي تصرُّف أو تحريف أو شطط عن الأصل، تقودنا الأمانة العلميّة والإخلاص لحضارتنا، وقد بذلنا قصارى جهدنا لتوحيد النهج والعناية بالصياغة بحيث تأتي عربيّة صافية، كما عملنا على اختيار المصطلحات العربيّة العلميّة التي تعبّر عن مضمون موضوعات المعجم المتعدّدة، هادفين إلى تقديم ترجمة دقيقة وموضوعية.
كما أنّنا لم نتدخّل في مضمون النصوص، فاحترمنا محتواها عامدين في القليل النادر إلى تعليقات جعلناها حواشي في آخر المعجم حين رأينا أنّ الحاجة تدعو إلى ذلك.
إلاّ أنّنا أضفنا التواريخ الهجريّة بجانب التواريخ الميلاديّة، تسهيلاً لمهمّة القرّاء المعتادين ذلك، ورغبةً في القرب من روح الحضارة الإسلاميّة، كما نقلنا إلى العربيّة الملاحق على أنواعها (خرائط تاريخيّة، سلاسل الأنساب، رسوم ومخطّطات هندسيّة)، وأضفنا في آخر المعجم ثبتاً بالمداخل كما وردت في الترجمة، أي بحسب الترتيب الأبجدي العربي، لكنّنا تركنا الببليوغرافيا المدرجة في الطبعة الفرنسيّة على حالها.
أمّا في ما يتعلق بالآيات القرآنيّة الواردة في الترجمة العربيّة، فقد استقيناها من تفسير الجلالين، حرصاً على حرفيّة النصّ القرآني، إلاّ أنّ مهمّتنا في شواهد الحديث النبوي الشريف كانت أصعب من ذلك بكثير، إذ إنّ المؤلِّفَيْن نقلاً الأحاديث إلى الفرنسيّة من دون الإشارة إلى مصدرها العربي، فجهدنا في جلاء ذلك إلى أبعد الحدود، آملين أن نبقى أقرب ما يكون إلى النصّ الأصليّ.
وقد واجهنا صعوبة مشابهة فيما يتعلّق بتعريب الأعلام العربيّة الواردة في الأصل الفرنسي أي بردّها إلى صيغة كتابتها العربيّة الأصليّة، أو الفارسيّة والأرديّة والتركيّة التي اعتمدت الحرف العربيّ مع إختلاف في بعض الحروف وفي التلفّظ ببعضها، لكنَّ تنوّع اختصاص من قاموا بالعمل ومعرفة بعضهم بهذه اللغات عصمنا من الشطط فحمداً لله الكريم.
وبعد، فإنَّ عملاً كهذا يُعتبَرُ ركيزةً لإطلاق دراسات لاحقة، لأنَّ العمل المعجميّ لطالما شكّل بدايات لأيّة نهضة، فهو يحفز الهمم للإطلاع بتقديمه عصارة المعارف في مجلّد أو أكثر، جامعاً إياها من مئات الكتب المطبوعة والمخطوطة، وهو أمر لا يتيسّر لطالب العلم نيله إلّا خلال سنوات مديدة من الدراسة والتنقيب.
قصارى الكلام، إنَّ هذا المعجم يَهدي القارئ إلى أهمّ معالم الحضارة العربيّة الإسلاميّة ومضامينها وأعلامها وتضاريس المجتمعات التي نشأت فيها وازدهرت، فهو يصلح كي يكون "كتاب المِخدَّة" بامتياز - إضافةً إلى أنه مدخّل جدّيّ إلى تراث الإسلام - يتناولوه أيُّ قارئ قبل إخلاده إلى النوم ليطلّع على مقاطع من حضارته، فتتراكم معرفته ليلةً بعد ليلة، وإذا هو في نهاية المطاف أمام لوحة متكاملة.
نوجّه في الختام كلمة شكر إلى كلّ الذين ساهموا من قريب أو من بعيد في إتمام هذا العمل، سواء على صعيد الترجمة وتقويم بيانها أو على صعيد الطبع والإخراج، كما نشكر دار النشر الفرنسية Les Presses Universitaires de France التي سمحت لنا بنقل هذا المعجم إلى العربيّة. إقرأ المزيد