بناء الدولة الحديثة ، أثر الإسلام وتفاعل الأزمنة
(0)    
المرتبة: 269,037
تاريخ النشر: 01/11/2018
الناشر: بيت العلم للنابهين
نبذة نيل وفرات:ينطلق هذا البحث حول بناء الدولة الحديثة من الواقع الحالي بمنظور مستقبل، ويستفيد من تألقات التاريخ، في محاولة لفهم الرسالة الإنسانية للإسلام ومدى ما يمكن أن يقدمه لبناء مواطن صالح وأداء العمل المفيد للمواطن وللمجتمع؛ بل وللإنسانية عامة؛ إن سما طموح المواطن إلى ذلك.
وفي الوقت نفسه، فإن الباحث سيحاول ...في بحثه هذا تقديم شيء جديد يضاف إلى جهود الآخرين من العلماء والباحثين في قضايا بناء الدولة وخطط التنمية والتطور، وبالإستفادة مما توصل إليه مفكرو العصر الحديث، حيث سيعرض لآراء فريق منهم بالمناقشة والحوار ما تطلب الموضوع ذلك.
وإذا كان الكتاب يشير - من حين لآخر - إلى الدولة الحديثة بعمومها في أرجاء العالم، فهو مختص، في محاور البحث، بالدولة العربية، وهذه الدول، بطبيعة ميراثها وعصرها، وجدت نفسها في حالة تفاعل مع إتجاهين لا بد من تفاعلهما معاً لبناء الحاضر والمستقبل هما: تألقات التراث والعصر الحالي بفروضه وإلتزاماته.
وعليه، فإن ما يهدف إليه هذا البحث هو تبين كيفية بناء دولة عربية حديثة تستفيد من تراثها بما فيه الإسلام، ومن تطورات العصر الحديث، وإجابة تساؤلات مشروعة عن تفاعل الأزمنة من مثل: ما الذي يستطيع الإسلام أن يقدمه للناس لبناء حاضرهم ومستقبلهم؟... وما الذي بإمكان المسلمين القيام به للإنطلاق منه؟... وهل ثمة علاقة بينه وبين مجريات حياة المسلم المعاصرة اليوم؟... وهل نتواءم الرؤية الإسلامية مع تطورات هذا العالم وحداثته مما يعين المسلمين على بناء دولتهم وتنميتها وصياغة حاضرهم ومستقبلهم؟... وهل يؤمن الإسلام بتفاعل الأزمنة والأخذ بالجديد النافع؟....
وبعيداً عن الشعارات والعناوين البراقة، هل يمكن لتفاعل الأزمنة هذا أن يساعد المسلمين في التخلص من التخلف وظواهره المنبئة بوجوده؟ ومن جهة أخرى ماذا يرى الإسلام في العلاقات الدولية التي صارت تقليداً عالمياً ذائعاً ولها قوانينها وتقاليدها؟... وهل له نظرة خاصة تجاه قضايا الإقتصاد والإجتماع والثقافة والسياسة في العصر الحديث؟... وهل قنّن كل الأشياء بجزئياتها وكليّاتها وحدودها؛ بحيث لم يعد لدى الإنسان المسلم إلا تطبيق ذلك التقنين، جامداً عليه؟... أم يصح القول بأن الإسلام وضع المبادئ العامة والقواعد الكلية وترك للناس فسحة الإجتهاد والتطوير تأسيساً على تلك المبادئ والقواعد، وبالإستفادة من ظروف العصر الذي يجدون أنفسهم في خضم أحداثه؟...
وهنا يرى الباحث للإجابة عن هذه التساؤلات، وجوب فهم الإسلام فهماً بعيداً عن هوى النفس والأفكار المسبقة والأفكار المسبقة، والنظر إليه بإعتباره قرآناً كريماً، وحديثاً نبويّاً شريفاً، وسيرة نبوية مباركة، وهذا ما كان مداراً للبحث في هذه الدراسة، التي من خلالها بالإمكان تمهيد الأرضية لبناء الشخصية القويمة والمجتمع السليم، مما يسهم في إقامة الدولة على أسس صالحة للنمو والتطور، لكونها مستجيبة لحاجات الزمن والمكان والإنسان وفق القاعدة المعروفة: لا إفراط ولا تفريط.
وهنا، يشير الباحث بأنه لم يكن لديه موقفاً مسبق بهذه القناعة، إلا أن البحث هو الذي دلّه على ذلك وأدى به إلى تلك القناعة، واضعاً بحثه هذا بين يدي القراء ليكون عنصراً مشاركاً في حوارٍ بنّاء هادئ وهادف، وذلك لتبين سبل بناء الدولة الحديثة، ليكون مشاركين في بناء حياة معاصرة، تمثل مدماكاً وأساساً لبناء مستقبل الأجيال وفق ما تقتضيه من المسلمين رسالة الإستخلاف التي جاء ذكرها في التنزيل العزيز والحديث النبوي الشريف.
وإلى ذلك فقد تم تقسيم هذا البحث إلى أربعة أبواب وفصول مقدمة وخاتمة، وقد جاءت محاور الأبواب الأربعة على النحو التالي: 1-مفهوم الدولة العربية والأجنبية، بما يشمل بيان مفهوم الدولة تاريخاً ومعاصرة، 2-بينما انصرف الباب الثاني للحديث عن قيادة الدولة والتحولات السياسية والإجتماعية، 3-ليتم في الباب الثالث مناقشة كيفية إنجاح المسيرة نحو مستقبل أفضل، 4-أما الباب الرابع والأخير، فقد تم تخصيصه لمعالجة موضوع علاقة القيادة بشعبها.نبذة الناشر:إنّ هذا الكتاب لا تعليه الشعارات التي تريد أن تجمّد الفكر في صناديقها المقفلة، سواء كانت شعارات تقليدية محنّطة، أم (تعالمية) صاخبة، أم شعارات (مؤدلجة)، ذلك أن في التجمد مقتل الفكر فيعقم عن تلمس طريق التطور والتقدم.
وبالرغم من الضرر البالغ الذي ألحقته تلك الشعارات بواقع المجتمعات العربية، فإنها (أي تلك الشعارات) ما تزال تغري هذا الفريق من الناس، أو تثير نقمة ذاك الجمع المعارض له.
إن موقفنا هذا ليس إعتباطياً، بل لأننا اعتمدنا المنهج العلمي الموضوعي في فهم واقع الدولة العربية في العصر الحديث، وكيفية تحصيل مكانتها اللائقة بها بين دول العالم، ونهجها في التنمية والتطوير. إقرأ المزيد