تاريخ النشر: 01/01/2014
الناشر: دار القارئ
نبذة نيل وفرات:درس الفقهاء والمفكرون خصائص العبادات، وفلسفوها ووضعوا "علل الشرائع"؛ فهي طاعةٌ للخالق، وأحياناً هي رياضات روحانية... وتصدع آيةٌ قرآنية... ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾... [سورة الذاريات: آية 56]... مختصرة علل العبادات فهي طاعةٌ لله تعالى، معترفة به وخاضعة له، تبدأ العبادة معرفة، وتتجسد أعمالاً وأقوالاً: دعاء، صلاة، صياماً، ...حجّاً... العبادات أنوار تقذف في القلب، فيخشع، والخشوع إنتقال بالإنسان الطين إلى الإنسان النور، إلى حياة العقل، فيسلك طريق الحكمة، نادّاً عن دروب الغرائز... يرى الخير مزروعاً في الضوء... ويرى الشرّ مزروعاً في الظلام... هو الإنسان يفعل ما يشاء، وتظل رحمة الله عزّ وجلّ تغلبُ غضبه، ويأتي النداء: يا ابن آدم، كن من شئت، وافعل ما شئت... فتعال إليّ، فبابي مفتوحٌ لك...
أنت أيها الإنسان، مع العبادات تسافر رفقه مع الله... ألا تحبّ أن تكون لدقائق بحضرة الله العظيم القدير، مدبّر الأمر... تعال أيها الإنسان إلى عبادة الإله الذي خلقك فسوّاك فعدلك... دقائق للعبادة يوميّاً وتأخذ نصيبك من الآخرة بعد الموت... دقائق للعبادة يوميّاً وتشعر بوجودك، وتطمئن نفسك؛ لأنك تسلك طريق الله تعالى والحق والخير، وتتنكب عن طريق أبالسة الجنّ والأنس.
أيها الإنسان لماذا تشوّه إنسانيتك، وتتبع المخلوق بدل أن تكون مع الخالق، استيقظ من غفلة الدنيا، إذهب إلى يقظة الحق: حيث المناجاة حضور لا فناء معه... أيها المخلوق إن عبادة الله عزّ وجلّ هي طريقك إلى عالم الطمأنينة والإنس والنور والعقل... ولا يعرف الإنسان الله تعالى حقّ المعرفة إلا بالعبادات والعبادة هي تأدية الفرائض للخالق وحده، إذا سجد الإنسان أو ركع لغير الله فعمله ليس بعبادة إنما مسخٌ للعبادة، وإنحدار إلى الكفر والضلال...
العبادة هي فعل المكلف على خلاف هوى نفسه، تعظيماً لربّه... العبادة هي نهاية التعظيم ولا تليق إلا من شأنه تعالى... العبادة هي عشقٌ إلهي يملأ القلب، لذلك جاء في الحديث القدسي: "يا ابن آدم تفرّغ لعبادتي"، جاء في حديث المعراج: يا أحمد هل تدري متى يكون العابد عابداً؟ قال: لا، يا رب! قال: إذا اجتمع فيه سبع خصال: ورعٌ يحجزه عن المحارم، وصمتٌ يكُفُّه عمّا لا يعنيه، وخوفٌ يزداد كل يوم من بكائه، وحياء يستحيي مني في الخلاء، وأكل لا بد منه، ويبغض الدنيا لبغضي لها، ويحبّ الأخيار لحبّي إياهم"... معين لا ينضب هي العبادات... سرّها يكمن فيها... وإذا ما عبد الإنسان الله تعالى حق عبادته وأدّى العبادات عرف... ومن عرف عَزَفْ...
والمؤلف يحاول من خلال هذا الكتاب الأخذ بيد المسلم فيفتح معه خزائن أسرار العبادات... ليكون حاضر اللبِّ عند أدائها... ومشرق الروح على أعتابها... ومطمئن النفس بعد الإنتهاء منها... يفرق في بحار من نور تكون زاده في سحابة يومه... تقيه العثرات، وتساعده في أحلك الأوقات... كيف لا وإحساس لا يفارقه بأن الله تعالى معه... طالما هو مع الله عزّ وجلّ...
ومما جاء في هذا الكتاب لهذا الغرض: 1-تعريف العبادات: (أنواع العبادات: العبادة الفرائض – المكتوبة العبادة والعمل، العبادات والعادة)، 2-الصلاة (الصلاة ومفاعيلها، وقائع الصلاة إيماءات، معاني الصلاة عند الصوفية، الخشوع في الصلاة، صلاة القلب، العرفانية، عوائق العرفانية، ثمار الصلاة)، 3-الصوم (بين الصلاة والصومن قيمة ومراتب ومعاني الصيام وإشراقاته الروحية والفردية والإجتماعية، والصوم كرادع؛ المجتمع المسلم والمظاهر الرمضانية، خطبة النبي صلى الله عليه وسلم في إستقبال شهر رمضان وخاصته: الزمانية والمكانية والغفرانية والإجتماعية)، 4-الحج (أهداف الحج ومقاصده، المحرمات ورموزها، الأبعاد الزمانية والمكانية، إشراقة التصوف في مشاعر الحج، المحظورات في الحج ومكانتها من التصرف، وخواصها: التاريخية الجغرافية، القدسية، والإعجازية، مؤتمر الحج بين تصوف المسلم وتسلّط الحاكم)، 5-الزكاة (الزكاة فريضة السخاء، موارد الزكاة، الزكاة في الإقتصاد، زكاة الصوم، زكاة البدن، والأوراق النقدية، الخُمس: دور الخُمس الإقتصادي لدى الشيعة)، 6-العبادات الإجتماعية، 7-العبادات التأملية (العبادة التأملية: التأمل ومدى الكون). إقرأ المزيد