الإسلام والإنسان ؛ للإسلام تشريع إلهي والمسلمون بشر يصيبون ويخطئون
(0)    
المرتبة: 87,404
تاريخ النشر: 01/01/2013
الناشر: دار القارئ
نبذة نيل وفرات:الإنسان وحده يعرف الله تعالى، ويسبّح بعقله وإرادته ووجدانه وإيمانه، ثلّةٌ من الأولين، وقليل من الآخرين، وحّدوا، آمنوا، عبدوا عن وعي... وكثير كفروا... لكن القلة العاصفة هي التي استحقت الحياة والكون، وبهذه القلّة تستمر الحياة... "كنت كنزاً مخفياً، فأحببت أن أعرف!... فخلقت الخلق كي أُعْرف"...
خلق الكون وسخّره للإنسان، ليتنعم ...بالحياة، ويعرف ربه، وبهذه المعرفة يتمجد الخالق توحيداً وعبادة... والإنسان قيمة كونية، هو خليفة الله تعالى في الأرض، فصار محور الحياة، والمعرفة، وانطلق إلى إكتشاف الكون وأعمار الأرض... عَهِدَ الله تعالى إليه بمعرفته وعبادته... ﴿وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ﴾...
لقد حرّم الإسلام القتل إبتداء؛ لأن إراقة دم الفرد الواحد فيه شروع بإبادة البشرية... إن الآيات القرآنية وضعت عناوين مشرقة في الإنسانية، تحفظ الأفراد والمجتمعات والبيئة... وليس ذنب الإسلام إذا ضلّت جماعات من أتباعه، وأهملت تعاليمه أو بدّلتها، واستباحت دم الآخرين، وأشعلت الحروب والفتن...
كما أمر الإسلام بالحفاظ على الحريّات العامة وشرّع لها بآيات قرآنية... الإسلام هو دين الله تعالى للإنسان والأرض والكون... ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ﴾... [سورة آل عمران: آية 19].
آدم عليه السلام كان مسلماً، ﴿مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ﴾... [سورة آل عمران: آية 67]
الإسلام دين الله تعالى اختاره للأنبياء والبشر، منطلقه التوحيد، والسلام بين الكائنات... وهذا منطلق العولمة... العقيدة... واليوم يعيش الإسلام إشكاليات عناديّة في القراءات المجتمعية، بيد أنه أبديٌّ سرموي في العقيدة والعبادات والمعاملات...
يطرح المؤلف في هذا الكتاب موضوعاً هو من الأهمية بمكان... أمس واليوم وفي كل زمان... فالإسلام والإنسان عنوان يثير أسئلة وإشكاليات، يحاول المؤلف إبرازها والإجابة عليها من خلال دراسة تتناول فيها القضايا التالية: يتحدث أولاً عن موضوع العقيدة الإسلامية لينقل منها لبيان عملية الخلق كما تحدث عنها القرآن الكريم، وبمعنى آخر مفهوم عملية الخلق في الإسلام، وليتبع ذلك قيمة ذلك المخلوق الذي هو الإنسان في الإسلام، وما منحه من حقوق، وما حرم عليه وما أحلّ له، متطرقاً إلى موضوع شيق وهو الجنة في المفهوم الإسلامي، وبما أن الإسلام اليوم يواجه أزمات في ظل العولمة، فقد سلط المؤلف الضوء على هذه الإشكالية مبيناً أبعادها من كل النواحي وعلى جميع الأرصدة.
وكذلك كان لموضوع المرأة في الإسلام حظ في هذه الدراسة في ظل التناقضات التي تعيشها المجتمعات الإسلامية على وجه الخصوص، والعالم بصورة عامة في ما ينسب للمرأة من حقوق منحتها لها حضارة اليوم، لينتقل من ثم للحديث عن الإسلام ومعركته بل ومعاركه التي واجهها مع التقدم الحضاري على مر الزمن، وليبين من ثم نظرة الإسلام للفنون، وذاك الفن الإنساني الراقي الذي حفلت به الفنون الإسلامية، وكذلك على الصعيد الأخلاقي، وكيف عمل الإسلام على الإرتقاء بالإنسان إلى مرتبة تليق به كي يكون خليفة الله عزّ وجلّ على الأرض، دون أن يغفل المؤلف تلك القضايا الإقتصادية التي كان للإسلام تشريعه الذي عمل على إنشاء نظام إقتصادي في إتباعه يأمن الإنسان على ما له، فكلٌّ في المجتمع الإسلامي له ذمته المالية، المصانة كحق، مبيناً أن القرآن الكريم أسس لتشريع مالي – إقتصادي يصلح للأزمنة والأمكنة مفتوحة على الإستمرارية، حيث يظلّ هذا التشريع هو الأوحد في تحقيق العدالة المالية في توزيع الثروة والتعامل معها في المجتمعات؛ لأنه تشريع إلهي، ملقياً في نهاية المطاف نظرة على الإسلام اليوم. إقرأ المزيد