القرآن الكريم ؛ قراءة وتدوينا «القراء والقراءات أمات التنزيل»
(0)    
المرتبة: 260,307
تاريخ النشر: 01/01/2016
الناشر: دار القارئ
نبذة نيل وفرات:أنّى مشيت في هذا الكون... أو جلست... أو صليّت... فأنت في حضرة الله تعالى ومعه... هل ايشتقت إلى الله تعالى... أنصت إلى كلامه... أتريد أن تحدثه ويحدثك؟!...
اقرأ القرآن الكريم... أما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أحبّ أحدكم أن يحدّث ربه، فليقرأ القرآن"... فتلاوته مناجاة مع الله ...عزّ وجلّ، هو كلامه: يخبرك عن الإيمان، ويدلك على طريقة، يخبرك عن الكفر ويحذرك فيه... يروي لك أخبار الماضين بما فيها من عبر... تعلّم ما يجود به عليك لتطمئن نفسك... رتله بمودّة فتنعم بسعادتي الدنيا والآخرة...
فيا قارئ القرآن الكريم رتّل الآيات ترتيلاً تهجّد خشوعاً أنت في حضرة المعبود.. وناجيه فالمناجاة نعمة منه وعطية من أروع عطاياه... وفضل بينّ به على من يلجأ إليه... فتفيض دموعه وكأنها تغسل ما ارتكب من معاصي وآثام، تطهر نفسه، وتحلق روحه في ملكوت الرحمن شاهدةً له بالوجدانية، ويصبح سمعه مستأنساً بــ ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾... [سورة الإخلاص].
ويسمع صداها داخل نفسه... كي لا تفارقه أبداً وقد التصقت بثنايا روحه ووجدانه أنت مع الذكر الحكيم... مع التنزيل... مع الفرقان... كلمات قرأت تطالعك علوم، كانت كنوزاً مخيّة، وتكشف أسراراً غابت عنك في سابق القراءات... رتّل... رتّل كوثر القرآن الكريم يجري منساباً... الآيات تشع بالحِكًمِ والأحكام، تضيء كالنجوم في الليل، تمنح القارئ الأمان وتومض إشراقات في نفسه الحيرانة... فهو مع الله تعالى في كتابه... الذي يأخذك إليه... وإلى الإنسان... اقرأ، اختم، أبدأ من جديد... الشغف يهزّ فؤادك شوقاً للقراءة... فهماً وإدراكاً وعلماً... معجزٌ هو القرآن، وعميقة هي علومه... فما هي القراءات السبع، ومن هم القرّاء؟... وكيف تمّ جمع القرآن الكريم، إذ أن الله تعالى وعد بحفظه بقوله: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [سورة الحجر: آية 9]... وكيف يتمّ تدوينه؟ وهل ترتيب سوره وآياته هي أمور توقيفية، أم إجتهادية؟!!...
هذه وغيرها تساؤلات تتبادر إلى الذهن وفي هذه الدراسة إجابات بإمكان القارئ والباحث والدارس العثور عليها، والتي جاءت تحت عنوان "القرآن الكريم قراءة وتدويناً" جعلها الباحث ضمن تمهيد وخمسة فصول، إذ عرض في التمهيد بعض المعارف القرآنية؛ تعريف لكلّ من: القراءة، السورة، الآية، مع إدراج عمليات إحصائية في هذا الشأن لينتقل من ثم لتسليط الضوء وبيان ماهية النزول، والتضمين البلاغي، مختتماً بأحاديث في فضل القرآن الكريم، وأما الفصول الخامسة، فقد تناولت المواضيع الآتية، تم الحديث في الأول منها عن أول مدرسة قرآنية، وبحث إشكالية القراءات السبع، وإنطلاق هذه لإشكالية من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن القرآن أنزل على سبعة أحرف"، وجرى الإختلاف في معنى الحرف على أوجه عديدة متناقضة...
توزعت بين لهجات القبائل، والمحكم والمتشابه، والناسخ والمنسوخ، والحلال والحرام، واللغة والأساليب، والنحو والصرف... إلى ما هنالك بينها الباحث في هذا السياق، بالإضافة إلى بيانه من ثم لمعنى القراءة التي لها مرادفاتها هي مصطلحات خاصة بالقرآن الكريم، تلاوةً وترتيلاً، التمكث والمزر مشيراً إلى أحكام القراءات، ومواقع الإختلاف، في الهمز والإدغام، والإمالة، والوقوف... مع عرضه لنماذج من القراءات المتعارضة، لينتقل من ثم في الفصل الثاني إلى موضوع القرّاء الذين هم جمهور المسلمين الذين شكلوا حصناً منيعاً حول النبي صلى الله عليه وسلم، الذين تلقّفوا الوحي، وحفظوا القرآن الكريم من الضياع والتحريف، وهم أنواع عمد الباحث إلى عرضها بمزيد من التفصيل والإيضاح.
وأما مراحل تدوين القرآن الكريم، فقد تم الحديث عنها في الفصل الثالث مبيناً المراحل من بين ضبط بالشكل وما رافق ذلك من صعوبات، مبيناً صعوبة التدوين لأن القرآن الكريم نزل مشافهة لفظاً ومعنىً على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينزل في لوح مكتوب، ولا في صحف مكتوبة، لذا، وخشية أن تضيع الآيات أمر المسلمين بحفظها، وأمر القرّاء الذين يحسنون الكتابة، على ندرتهم في ذلك الوقت، بكتابتها، يفصل الباحث في هذه المسائل وصولاً إلى بيان الدقّة والأمانة في عملية التدوين رغم كل الصعوبات التي واجهت المدوّنين.
وكان لا بد للباحث من التطرق إلى مسألة الكتابة الإملائية والرسم القرآني، وجاء ذلك في الفصل الرابع، ليتم تكريس الفصل الخامس لموضوع هو من الأهمية بمكان في هذه الدراسة، وهو موضوع التأليف القرآن الكريم، حيث تم البحث في ثلاثة عناوين: 1-ترتيب السور، 2-ترتيب الآيات في السور، 3-المتشابهات، من الآيات المتكررة. إقرأ المزيد