ليلة وفاة الحاج عثمان وقصص أخرى
(0)    
المرتبة: 295,703
تاريخ النشر: 26/08/2019
الناشر: مكتبة حسن العصرية للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:" أميرة الأحلام "
" أراك ماثلة أمام عيني ... يتمرغ مشطك الذهبي في أمواج شعرك المنسدلة فوق ظهرك ... حقاً ... ما أروعك .. وما أروع تلك اللحظات التي تجمع عيني بك ... أنت فائقة الجمال والبهاء .. تُرى ما إسمك ؟ ؟ ولماذا لم يطلق والديك ...عليك إسم ( فاتنة ) أو ( جميلة ) أو ( بهية ) .. ؟ ؟ أنا سأختار لك إسماً أحبه وسأسميك به .. سأدعوك أميرة .. فأنت بحق أميرة المحيا والسمات .. أنت أميرة بين كل بنات الحي ... ونساء العائلة .. لا أدري لماذا لم أدرك حينها .. ولم أحاول رؤيتك ذلك اليوم حين جائني والدك يزف إليّ البشرى ... " ستكون ( ... ) من نصيبك ... فأنت إبن عمتها .. أنت أولى بها من الغريب " .. وكنا أنا كذلك الغريب الذي لم يرك يوماً ، ولم تلتقِ عيناه بك ... كنت أنا ذلك الغريب الذي نشأ في بيت آخر غير بيتك .. ومدينة أخرى غير مدينتك .. كنت أنا ذلك الغريب الذي لم تطأ قدماه يوماً عتبة بيتكم ... ولم تصافح عيناه مرأى عينيك الساحرتين ... كنت أنا ذلك الغريب أيتها الأميرة الفاتنة .. لكنني أنا ابن عمتك الذي لم تعرفيه ولم تلتقِ به يوماً ... ولم تحاول أمك العجوز أن تخبرك عنه .. وعن بيته وبلاده .. وسفينته التي شرّعت قلوعها في بحار الإنتظار هائماً ... في انتظار مرفأ آمن ترسو فيه ... أتراك أنت مرفأي وأنا غافل عنك ... ؟ أتراك كنت قدري الذي كتب علي ذات يوم ... والذي ما عرفت عنه شيئاً في أي لحظة من لحظات حياتي .. ؟؟ هذا هو القدر .. هل تنكرين .. ؟؟ لقد انكرت وجودي ضمن قائمة السماء في عائلتك الموقرة .. وسمحت للآخرين من حولك بأن يديروا دفتك كيفما يشاؤون .. هم رسموا ... وهم خططوا .. وهم أجمعوا .. وأنت تنصتين .. !! لا تعلمين أنهم كانوا جميعاً يصدرون الحكم علينا ... نفهم علينا .. نحن الإثنين .. أنا وأنت .. وأتت ساهمة شاردة .. تسمعين ولا تعين .. وتنظرين ولا تبصرين .. حتى صدر الحكم وأعلنته المحكمة في جلستها الأخيرة غير المعلنة .. وملابس العرس .. ( الدزة ) . و ( خرج المطبخ ) تقف في الشاحنة الصغيرة أمام بيتكم وبدون حتى ( حمد لله على السلامة ) كان ردك القاطع : - لن أتزوج ( ... ) أنا لا أعرفه . لم يكن ذلك جوابك .. إنما كان القرار الذي أصدرته محكمتك العليا ... أمك وزوجها ... ووالدك ما كان ليرغمك على ما لا ترضين ... عاد بدمعة حزينة فوق خده ... إبنته رفضت أوامره ، ورفضت إبن أخته الذي جاءها عريساً بجهاز العرس والمهر " تحمل حكاياتها ذائقة المبنى والمعنى .. طارحة من خلال تعابير شفافة .. ولغة بسيطة ... وأحاسيس تلقائية مواضيع تنوء بهموم وأشجان شخصيات قدرها مجتمع نعيش فيه ما زال رهناً لعادات وتقاليد تسيّر حياته دون أن يكون له الخيار في ذلك ... تدفع الكاتبة بشخصياتها لترسم من خلالهم مشاهد وصوراً لحكاياها الممتعة التي يتماها معها القارىء إلى النهاية . إقرأ المزيد