عبد الحميد بن يحيى الكاتب وما تبقى من رسائله ورسائل أبي العلاء
(0)    
المرتبة: 8,255
تاريخ النشر: 01/01/1988
الناشر: دار الشروق للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:عبد الحميد الكاتب، صاحب هذه الرسائل، هو عبد الحميد بن يحيى بن سعد، كان عامرياً بالولاء، ونسبته إلى الولاء العامري أرجح. ويذكر البلاذري أنه أنباري الأصل، ويردد الذهبي أنه سكن الرقة، أما ابن الندريم فيقول أنه من أهل الشام وتضيف بعض المصادر إليه صفة "الأكبر"، كذلك فعل الجاحظ وابن ...النديم عبد ربه، ويبدو أنه، بعد أن عبد الحميد حصّل شيئاً من الثقافة، اتخذ تعليم الصبيان حرفة، إلا أن مقدرته الكتابية رفعته إلى مستوى رفيع من الشهرة بعد أن كانت حرفة التعليم طريقه اللاحِبَ إلى الخمول، ولعله من الصواب افتراض أن الصلة التي نشأت بينه وبين سالم بن عبد الرحمن (أو ابن عبد الله) أبي العلاء، الذي كان كاتباً في دواوين الأمويين، شكّلت نقطة تحول في حياته تقول المصادر أن سالماً كان ختن عبد الحميد، وهذا يعني والد زوجة عبد الحميد أو أخاها، وبهذا الصهر اقترب عبد الحميد من قصر الخلافة، وساعدته موهبته أن يبرز في مجال كتابة الرسائل الديوانية، فكان من أهم كتاب الدواوين في عصره، وصار اسمه أشهر من نار على علم "عبد الحميد الكاتب" إلى عصرنا هذا.
وقد جمعت رسائله ضمن مؤلفات عديدة، حظيت بالاهتمام لدى دارسي اللغة العربية، وبصورة عامة، ولدى المهتمين بكتاب رسائل العصر الأموي ورسائل الدواوين بصورة خاصة إلا أن رسائل عبد الحميد في تلك المؤلفات بقيت ناقصة، من هذا المنطلق يأتي هذا الكتاب الذي بين يدي القارئ، والذي حاول الباحث من خلاله إضافة ما تبقى من رسائل عبد الحميد الكاتب مع رسائل سالم أبي العلاء، أستاذه، ليبقى القارئ والدارس على بينة من تأثير سالم على عبد الحميد الكاتب.
ويقول الباحث بأن دافعه إلى مؤلفه هذا يعود إلى البلوي، وهو أبو القاسم أحمد بن محمد القضائي الاشبيلي (575-657)، الذي قد عمل كاتباً عند عدد من ولاة الأندلس من آل عبد المؤمن، وكان له مؤلفات عديدة أهمها "العطاء الجزيل في كشف غطاء الترسيل" الذي كرسه للحديث عن فن النثر وعن أهم الناثرين مع مختارات نثرية لهم.
وقد حظي عبد الحميد الكاتب باهتمام البَلَوي الذي زوّد الباحث بأربع عشرة رسالة لعبد الحميد الكاتب كانت مذكورة في "العطاء الجزيل" أدرجها الباحث في كتابه هذا بحسب ورودها متتابعة في كتاب البلوي، حيث لم يكن معروفاً منها من قبل إلا الرسالة التاسعة. وبعد هذا العدد من الرسائل تجيء الرسائل المستخدمة من قبل الباحث من التذكرة الحمدونية، ثم الرسائل التي وردت في كتاب ابن أبي ظاهر طيفور. وذلك كله يستمر حتى رقم 35، فأما ما جاء في هذا المؤلف فليس سوى نتف من سائر المصادر. ويقول الباحث بأنه ما أراد بحشد ما كان معروفاً في كتابه هذا إلا لحصر ما بقي من آثار عبد الحميد الكاتب في نطاق واحد، كي يتسنى لغيره، كما تسنى له، أن يكوّن صورة واضحة عن نثر عبد الحميد الكاتب. وقد تمّ شفع ذلك كله برسائل يرجح الباحث بأنها لعبد الحميد، فإن القرابة بين سالم وعبد الحميد تتعدى الصهر إلى العلاقة الأدبية بين الأستاذ والتلميذ بين المؤثر والمتأثر. إقرأ المزيد