اللؤلؤة السنية على الفوائد النشورية في علم الفرائض
(0)    
المرتبة: 205,891
تاريخ النشر: 01/01/2016
الناشر: دار المالكية للنشر
نبذة نيل وفرات:يقول الله تعالى في كتابه العزيز : [ إنا نحن نرث الأرض من عليها ] [ مريم / 40 ] فحقيقة الإرث هو مصير مال الميت إلى من يبقى بعده ، سبحانه يميت جميع الخلائق ، وهو الحي الباقي الذي لا يموت أبداً . قدّر المواريث في كتابه العزيز ...وحدّدها ، وأعطى كل ذي حق حقه ، وقسّمها أفضل وأعدل قسمة وأتمها ، فهو العدل الحكم ، يدري ما لا نعلمه . فقال في محكم آياته [ يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء ] [ البقرة / 255 ] . وقال سبحانه عز من قائل : [ يبيّن الله لكم أن تضلّوا والله بكل شيء عليم ] [ النساء / 176 ] . وقد حرّض سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الصحافة على تعلّم الفرائض فقال فيما رُوي عن عبد الله بن مسعود : قال صلى الله عليه وسلم : " تعلموا القرآن وتعلموا العلم وعلموه وتعلموا الفرائض وعلموها الناس ، فإني امرؤ مقبوض ، وإن العلم سيُقبض ، حتى يختلف الرجلان في الفريضة ، لا يجدان من يخبرهما " . ومن الإعجاز التشريعي ، تأتي معجزة القرآن في الفرائض المواريث ، التي فصّلت وبيّنت أعظم نظام فريد ونادر في توزيع التركة بعد وفاة المورّث ، وأوردتها في ثلاث آيات من سورة النساء [ 11 – 12 – 176 ] والتي بيّن فيها نصيب كل وارث وأكد أن ذلك كله فريضة من عند الله ، سبحانه العادل الحاكم الذي لا يظلم أحداً . ففي هذه الآيات وغيرها من الآيات الأخرى المتعلقة بالميراث ، نجد تشريعاً عادلاً من الله للبشرية جمعاء . وقال الإمام القرطبي في كتابه الجامع لأحكام القرآن : " وهذه الآية – ( [ النساء / 176 ] ) – ركن من أركان الدين ، وعمدة من عمد الأحكام ، وأم من أمهات الآيات ، فإن الفرائض عظيمة القدر حتى أنها ثلث العلم ، وروي : نصف العلم . وهو أول ما ينزع من الناس ويُنسى ... " وقد اهتم الصحابة رضي الله عنهم بالميراث وكانوا يتطرقون إليه كثيراً في مجالسهم ، ويسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما خفي منه عنهم . وكا، افرضهم زيداً ، كما روي في الحديث ( إبن ماجة حديث رقم 154 ، 1 / 55 ) ومن الصحابة أيضاً البارعين في علم الفرائض أبو بكر وعمر وعلي وإبن عباس وغيرهم رضي الله عنهم . كما اهتم علماء المسلمين بعلم الفرائض أبو بكر وعمر وعلي وإبن عباس وغيرهم رضي الله عنهم . كما اهتم علماء المسلمين بعلم الفرائض وألفوا فيه الكثير ؛ سواء في كتب الفقه أو في كتب مختصة ومنفردة بعلم الفرائض . ومن هذا المنطلق عكف الباحث على إعداد رسالة الماجستير في قسمة الفريضة لينتهي إلى اختيار موضوعها من خلال تحقيق مخطوط " اللؤلؤة السنية على الفوائد الشنشورية في علم الفرائض التي ألفها الشيخ الفاضل محمد بن علي الأدفيني الشافعي الجيدي . وما الدافع إلا ما يتمتع به هذا المخطوط من أهمية من حيث أنه غنيّ بالدلالات القرآنية ، والأحاديث النبوية وأقوال الفقهاء والفرضيين من ناحية ، وذكر اختلاف العلماء والمجتهدين في علم الفرائض من ناحية أخرى ، ما جعله أشدّ اهتماماً بهذا المخطوط ، حرصاً على إبرازه من جديد ؛ حتى تعم الفائدة . هذا من ناحية . ومن ناحية أخرى ، فإن أسباب اختيار الباحث لهذا الموضوع حبه للفرائض وتعلقه بها بعدما درّسه شيخه الفقيه النحوي العالم في القراءات الشيخ محمد بن صالح ، ثم لأهمية علم الفرائض وشُحّ المصنفات الحديثة ي هذا الفن ، والأهم من ذاك كله ، ظاهرة الدعوة اليوم ، في تونس على وجه الخصوص ، ، ودعوة بعضهم على حرمان النساء من حقهم في الميراث ، فهذا كله كان مدعاة للتأليف في هذا الموضوع ، والردّ على ادعاءاتهم الباطلة بالحجة والبرهان . هذا وقد جاء منهج البحث على النحو التالي : تقسيم البحث إلى مقدمة وقسمين وخاتمة . القسم الأول ، جاء تحت عنوان قسم الدراسة ، وفيه ثلاث مباحث : تضمن الأول منها نبذة عن عصر المؤلف ، للوقوف على تأثره بمختلف مجريات زمنه ، ثم نبذة عن سيرة المؤلف والتعريف بكتابه ، وتضمن المبحث الثاني : نسبة الكتاب للمؤلف ، والموضوع الذي تطرق إليه والمنهج الذي اتبعه ، وشمل المبحث الثالث : التعريف بالمخطوطات التي اعتمدها الباحث في إنجاز دراسته هذه ، ثم المنهج العام الذي اتبعه في التحقيق . ليأتي من ثَمَّ القسم الثاني الذي تم تخصيصه إلى متن الكتاب محققاً ، وجاءت عملية التحقيق على النحو التالي : تخريج الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ، وعزو الأقوال إلى أصحابها ، والتعريف ممن يحتاج إلى التعريف مضيفاً في هذا القسم بعض العناوين التي ارتأى فائدتها ، كما عمد في آخر الكتاب وقبل الخاتمة إلى إغناء الكتاب بفصل كامل تطبيقي لعديد من المسائل في الميراث ، كما عمد إلى ترجمة ما هو بحاجة إلى ترجمة من مصطلحات . إقرأ المزيد