شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني
(0)    
المرتبة: 78,201
تاريخ النشر: 01/07/2019
الناشر: دار المالكية للنشر
نبذة نيل وفرات:إبن أبي زيد القيرواني هو أبو محمد عبد الله بن ابي زيد عبد الرحمن النغزي القيرواني . ولد في القيروان سنة ( 310 ه ) ، على حسب أكثر المصادر . حفظ القرآن ودرس مبادئ العلوم ، ورحل إلى المشرق فأخذ عن علمائه . فتكوّن مبكراً . من شيوخه ...أبو بكر محمد بن محمد بن وشاح القيرواني المعروف بإبن اللبّاد ، توفي سنة 333 ه ، أبو الفضل عباس بن عيسى الممسي ، توفي سنة 333 ه ، أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم التميمي ، توفي سنة 333 ه ، و و وغيرهم . وبعد أن أكمل تعليمه على أيدي شيوخه ، وأصبح من مشاهير علماء القيروان ، حتى اصبح يلقَب بمالك الصغير ، وأصبحت كنيته ( أبو محمد ) ، يختص بها عند المتأخرين من أهل المذهب . وكذلك أصبح يُعرف بالشيخ والقاضي ، فهي لقب له . ولهذا كله جاء الطلبة من كل مكان ينهلون عن علمه ، فكثر تلاميذه ، وأصبح دوره في مجتمعه كبيراً . بالإضافة على ذلك لم يكن إبن أبي زيد القيرواني منفصلاً عن مجتمعه ، بل كان يشارك الناس أفراحهم وأتراحهم ، كما شاركهم أيضاً في الجهاد ضد الظلم ، فقد شارك في الثورة المسلحة ضد العبيديين ، على الأقل في الإعداد لها والتشجيع عليها . إشتغل إبن أبي زيد القيرواني بالتدريس ، كما اعتنى بالتأليف ، فألّف كتباً كثيرة ، استفاد منها الناس وما زالوا يستفيدون منها إلى يومنا هذا ، من أهمها : 1- " النوادر والزيادات على ما في المدوّنة وغيرهما من الأمهات " ، وقد طبع في خمسة عشر مجلداً . 2- " مختصر المدوّنة " اختصر فيه المدوّنة الكبرى محتوى فرع فيه مسائله الفرعية . 3- " الإستظهار في الردّ على البكرية " . 4- " كشف التلبيس " ، وكلا الكتابين ألفه بن أبي زيد للردّ على بعض المبتدعة في زمنه ، الذين اكثر أتباعهم . 5- " الذبّ عن مذهب مالك " ، نافح فيه عن المذهب ، وقد تم نشره محققاً . 6- " مسألة الحبس على أولاد الأعيان " . 7- " الرسالة " وهي التي شرحها كثير من العلماء ، منهم القاضي عبد الوهاب والتي هي بين يدي القارىء . كان الشيخ أبو محمد إبن أبي زيد سلفي العقيدة ، لم يَخُضْ فيما خاض فيه المتكلمون ، يبيّن ذلك عقيدته التي قدّم بها للرسالة . وفي هذا يقول الإمام الذهبي في سِيَر أعلام النبلاء : " وكان رحمه الله على طريقة السلف في الأصول ، لا يدري الكلام ولا يتأول " . توفي أبو محمد إبن ابي زيد سنة 386 ه بعد حياة حافلة بطلب العلم ، وإفادة طالبية تدريساً وتأليفاً ، وبجهاد الظلمة والمبتدعة ، وصلّى عليه أبو الحسن القابسي ، ودُفن بداره التي لا تزال قائمة في القيروان . أما شارح رسالته فهو عبد الوهاب بن علي بن نصر التغلبي البغدادي ، كنيته أبو محمد ، ويلقب بالقاضي ، فإذا قيل : القاضي – عند فقهاء المالكية المتأخرين – إنصرف إليه وحده ، وكذلك القاضي أبو محمد . ولد في بغداد سنة 362 ه ، نشأ في أسرة علمية ، فكان أبوه من أعيان الشهود الموثقين في بغداد ، وكان فقيهاً ثقة عدلاً ، وكان أخوه محمد أديباً . ترك القاضي مجموعة من المصنفات المفيدة ، بعضها للمبتدئين ، وبعضها للمتوسطين ، وبعضها لمن اكتمل تحصيله منها : 1- " التلقين " ، وهو مختصر في فروع المذهب . 2- " شرح التلقين " فقد شرحه مؤلفه ، ولم يتمه . 3- " الإشراف على مسائل الخلاف " . 4- " شرح المدوّنة " لم يكمله . 5- " الإفادة في أصول الفقه " . و و .. وغيرها من المؤلفات الهامة في فقه المذهب . و " شرح الرسالة " ، وهو كتاب كبير ، شرح فيه رسالة إبن أبي زيد القيرواني شرحاً موسعاً ، جلب فيه أقوال العلماء واختلافاتهم من المذاهب السنية . ومن هذا الشرح ، شرحه للأبواب التالية ، على سبيل المثال : 1- باب ما يجب منه الوضوء والغسل . 2- باب طهارة الماء والثوب ، والبقعة وما يجزئ من اللباس في الصلاة . 3- باب صفة الوضوء ومسنونه ومفروضه ، وذكر الإستنجاء والإستجبار . وتكمن أهمية هذا الشرح في كونه كتاباً في فقه الإختلاف ، أو في ما أصبح يُعرف بالفقه المقارن ، أو فقه مقارنة المذاهب . وأما منهجه ، فقد شرح القاضي جميع متن الرسالة ، ولم يغفل منه شيئاً ، مبتدئاً بذكر الحكم الشرعي في مذهبه ، متبعاً ذلك بآراء المذهب الحنفي والشافعي ، ليتعرض أحياناً لمذاهب بعض الصحابة والتابعين ، مدلّلاً لهذه الأقوال ، مرجحاً في الغالب مذهب مالك ، بعد استفراغ وسعه في الإستبدال للمخالفين ، مبتدئاً في العادة ، بأدلة من القرآن الكريم ، متبعاً بالأحاديث النبوية والآثار وأقوال الصحابة والتابعين . أما استعماله للقياس فيغلب على الشرح ، مستبعداً الفاسد منه وهو في ذلك على طريقة الجدل في المدارس الفقهية العراقية . هذا وقد امتاز هذا الشرح بسلاسة الأسلوب وأدب الحوار منزّهاً لسانه عن سبّ وشتم العلماء المخالفين لمذهبه ، راداً عليهم بكل أدب . ونظراً لأهمية متن الرسالة وهذا الشرح تم الإعتناء به يثب عمد المحقق إلى كتابة النص بالإملاء الحديثة ، مصوباً الكثير من الكلمات من المصادر الحديثية والفقهية ، مثبتاً ما سقط من المخطوط ، وعازياً الآيات القرآنية إلى سورها وأرقامها ، والأحاديث والآثار إلى مصادرها ، مخرّجاً بعضها ، موثقاً معظم الأقوال الفقهية في المذاهب المختلفة . إقرأ المزيد