لطائف النفحات في بيان معاني الآيات
(0)    
المرتبة: 92,655
تاريخ النشر: 01/01/2018
الناشر: دار المالكية للنشر
نبذة نيل وفرات:التفسير لغة : هو الإبانة والكشف ، واصطلاحاً : هو علم يُفهم به كتاب الله المنزل على نبيّه محمد صلى الله عليه وسلم ، وبيان معانيه ، واستخراج أحكامه وحكمه . وهناك تفسير القرآن بالقرآن ، وتفسير الصحابة . أما تفسير القرآن بالقرآن فقد نشأ هذا العلم الشريف بين ...يدي النبي صلى ىالله عليه وسلم مع نزول القرآن ، فلقد كان القرآن الكريم ينزل فتكون منه آيات مفصلة ، أو كلمات مجملة تفسرها كلمات مفسرة ، قال الله تعالى : [ أُحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يُتلى عليكم ] [ المائدة / 10 ] . ثم قال تعالى : [ حُرّمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أُهِلّ لغير الله به] [ المائدة / 3 ] . كان القرآن الكريم ينزل وفيه إجمال أحياناً فيفسره النبي صلى الله عليه وسلم بما أوحي إليه من البيان . قال الله تعالى : [ واقيموا الصلاة ] [ البقرة / 43 ] فكان بيان ذلك من ضاب النبي صلى الله عليه وسلم . فقال لهم : " صلّوا كما رأيتموني أصلي " . وفي قوله تعالى : [ وءاتوا الزكاة ] [ البقرة / 43 ] هو لفظ مجمل لا يُعرف المطلوب منه على وجه التحديد والضبط ، وعلى سبيل التفصيل والتفريع ، لذلك بينته السُنة النبوية . وأما تفسير الصحابة ، فهذا النوع ليس مما يقال بالرأي إذا أجمعوا على المعنى . أو إذا نشر أحدهم وبيّن المعنى ولم يُعرف له مخالف في وقته ، فهذا من جنس الإجماع السكوتي . وظهر هذا الأمر عندما اتسعت رقعة هذه الأمة ، ودخل الناس في دين الله أفواجاً ، وقرأ الناس كتاب الله ، فوقع لبعضهم فهم خاطئ ، فتدارك الصحابة هذا الخطأ بالبيان والتصحيح . أما نشأة هذا العلم ، فقد قيّض الله تعالى لكتابه العزيز جماعة من الصحابة المفسرين ، فنقلوه للجيل الثاني من التابعين كما سمعوه وفهموه ، فعكفوا على إقامة مجالس التفسير ، وظهرت النواة الأولى آنذاك لجمع هذا العلم من الصدور وتدوينه في السطور . وقد فسّر الصحابة المفسرون ، ونقل عنهم التابعون مع التدوين ، إلا أن هذه التفاسير لم تتناول جميع الايات ، فكانت الحاجة بعدها إلى التفسير الجامع الشامل : لغة ، وتركيباً ، وأحكاماً .. ففسروا مما بين أيديهم على المناهج المتقدمة ، القرآن بالقرآن ، والسُنة ، وأقوال الصحابة ، وأقوال التابعين ، ودخل في القصص بعض الإسرائيليات ، والنصرانيات ، واستمر هذا العلم المبارك في تطور وتوسع إلى عصرنا هذا . من هنا يأتي هذا التفسير الذي سعى المفسّر من خلاله أن يسهّل على كل قارىء لكتاب الله تعالى بأن يرأه ولو لمرة واحدة بالفهم من غير تعدٍّ على عقله ، ومن غير تعدٍ على الآيات بالشطح بالتأويل ( والتأويل اصطلاحاً هو إخراج دلالة اللفظ من الدلالة الحقيقية إلى الدلالة المجازية من غير أن يخلّ ذلك بعادة لسان العرب من التجوز .. ) معتمداً على وضع مختصر لبيان الكلمات بالقدر الذي يحتاجه القارىء ، مبتعداً عن التطويل والتشتيت والإستطراد ، فاتحاً المجال لكل باحث وطالب علم بأن يبحر بالنظر والفكر في كتاب الله بما وهبه الله من العلوم والفهوم . وعليه ، فإن هذا الكتاب إنما هو مفتاح لكتاب الله ، يكتفي به المبتدىء بالظاهر ، ويعتمد عليه المتبحر الموهوب الماهر ، ليس فيه قيود للعقل بالإلزامات الإجتهادية أو الإستنباطية ، فما كان وقفياً من التفسير عن النبي صلى الله عليه وسلم بيّنه المفسر في تفسيره هذا ، وما كان خاضعاً للفهم والعلم بيّن معناه لغوياً . وتجدر الإشارة إلى أن المفسر أغنى كتابه هذا بتمهيد تضمن : مقدمة في علم التفسير ، بيان الغاية من علم التفسير ، ثم بيان فضل تلاوة القرآن ، ومختصراً في علم التجويد . إقرأ المزيد