النقد الثائر ؛ قراءة النقد الثقافي للتراث الأدبي
(0)    
المرتبة: 40,817
تاريخ النشر: 19/06/2019
الناشر: مؤسسة الإنتشار العربي
نبذة نيل وفرات:يعدّ النقد الثقافي من التوجهات النقدية التي أحدثت حركية نقدية مبشّرة بخلق تصوّر جديد ينتقل فيه من النظر إلى جماليّات الأدب وتسويقها ، على كشف ألاعيب الثقافة التي يخفيها الأدب ، وإلى تفكيك آثار المنظومات الثقافية التي ترسبت فيه . وكانت الدراسات الثقافية بذرة هذا النقد إذ هي التي ...أسست له ، وطوّرت مقاربات غاية في التنوّع لدراسة الثقافة ، تميّزت عموماً باهتمامها بالعوامل السياسية ، والإيديولوجية . ومن هنا ظهرت ملامح النقد الثقافي في الغرب ، ثم استقل وتفرع في توجهات مختلفة تتجاوز البنيوية إلى ما بعدها . وقد تلقى النقاد العرب النقد الثقافي تنظيراً وتطبيقاً ، وانبرى بعضهم لبناء منهجيته ، وتجلية مفاهيمه وتصوراته كمحاولة عبد الله الغذامي في كتابه " النقد الثقافي : قراءة في الأنساق الثقافية العربية " ، واتجه بعضهم الآخر إلى تطبيق هذا المنهج النقدي على الأدب العربي بأجناسه كافة تطبيقاً يستحق أن يكون مادة نقدية لمعرفة كيف دخلت هذه المقاربة النقدية إلى الحقل النقدي العربي ، وبأي الوسائل والآليات تعاملت مع ذلك الأدب . وتناولت أغلب الدراسات الثقافية التراث العربي ضمن أفق يرنو إلى كشف جذور الأنساق الثقافية المتحكمة فيه ، بواسطة قراءة تأويلية جديدة ، تتيحها أدوات النقد الثقافي ومفاهيمه المنهجية ، ويساهم في تحديد قيمتها الإجرائية مدى استجابة النصوص الأدبية لهذا التوجه . وهذا المنهج حين يدرس الإنساق الثقافية ، يكشف عما ترسخ في الذهنية العامة للأمة وفي وعيها وفي ضميرها الجمعي ، على أساس أن الإنسان الثقافية أنساق تاريخية تثبت على المدى الطويل ؛ إلا أنها يمكن أن تهتزّ في المنعطفات التاريخية العميقة وأن تتحول وتتغير ، والدرس الثقافي يتتبع حالات ثبات النسق ، وعوامله ، وحالات تغيره ، وعوامل ذلك التغيّر ، ودراسته القراءات الثقافية للأدب ، تبيّن نجاعة هذا النقد في معالجة النصوص الأدبية من جهة ، وكيفية توظيفه من قِبَل النقاد ومدى نجاحهم في ذلك ، من جهة أخرى . من هذا المنطلق تأتي هذه الدراسة الجادة التي تعتني بقراءة النقد الثقافي للأدب العربي القديم ، مغنياً به المكتبة العربية التي ما زالت بحاجة إلى دراسة حول هذا الموضوع ، لسبر أغوار الأدب العربي القديم ، وتضيء مساربه . وقد شملت هذه الدراسة المواضيع التالية : النقد الثقافي : المحضن ، المبادئ العامة ، جاء هذا بمثابة مقدمة للبحث في ما يلي : 1- توجهات النقد الثقافي عند العرب ( اقصاء الجمالي : النقد الثقافي ، التآلف الجمالي الثقافي : جماليات الثقافة ) . 2- آليات النقد الثقافي في قراءته للتراث الأدبي ( المفاهيم الإجرائية النظرية ، المقاربات التطبيقية ، بين الوعد والمنجز : الشخصية النقدية الثقافية ومآلات النقد الثقافي العربي ) . وأخيراً يمكن القول بأن هذه القراءة الثقافية تعين على مواجهة الذات الفردية والجماعية تعيد بها التي تجذرت في اللاشعور حتى تصححها ؛ فالنقد الثقافي ليس نقداً سلبياً ، وهزيمة للهوية ، وإنما مكاشفة صريحة للوعي بالذات والثقافة التي ننتمي إليها ، إذا صدرت من عقلية واعية بالنقد الثقافي والذات الأدبي ، وبرؤية موضوعية تجردت من حظوظ الذات ومن التوجهات الأيديولوجية ، حتى يخرج القارئ منها بوعي ومناعة ضدّ أمراض الثقافة . نبذة الناشر:لمّا كان النقد الثقافي توجهاً ينتمي إلى ما بعد البنيوية التي تتسم بالتحرر، وتفتح المجال للتعددية، وتفكك المركزيات المهيمنة، ولها بواعث ثوريّة تقاوم التقسيمات الأكاديميّة، وتسعى لهدم الحدود المعرفية وتآلفها؛ في سبيل دراسة الثقافة، فإن هذا المؤلف يتغيا دراسة القراءات الثقافية العربية للتراث الأدبي؛ بغية معرفة أصولها، ومرجعياتها، وتوجهاتها، وكيفيتها، وآثارها، ومنجزاتها النقدية، لما لهذه القراءات من أهمية اكتسبتها من سعيها للكشف عن الأنساق المضمرة في التراث الأدبي، بمعايير وأدوات نقدية أنتجت رؤية مختلفة كان لها آثارها في الأدب والنقد والناقد وما ترسخ في الوعي الجمعي، وهذا ما يجعلها حقيقة بالعرض والمحاورة، وتأمل الوفاء بين الوعد والمنجز. إقرأ المزيد