مهارات التفكير التاريخي في الدراسات الإجتماعية
(0)    
المرتبة: 167,064
تاريخ النشر: 30/05/2019
الناشر: دار جليس الزمان للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:شهد القرن العشرون، وتحديداً النصف الثاني منه تطورات وتغيرات علمية وتكنولوجية، وتقنية كبيرة طالت معظم جوانب الحياة البشرية؛ لتبلغ ذورتها مع إطلالة القرن الحادي والعشرين، حتى وسم العصر الذي نعيش بعصر المتسارع العلمي الهائل، والتطور التكنولوجي المذهل، والتدفق المعلوماتي المتلاحق، مما أفرز الكثير من التحديات الإقتصادية والسياسية، والإجتماعية والتربوية، ...والثقافي؛ التي أصبحت تواجه الأفراد والمجتمعات، ووضعتهم أمام محك حقيقي يدعوهم إلى تحديد موقفهم وسلوكهم لمواجهة تلك التحديات بكفاءة وإقتدار، مواكبة العصر، وللتأقلم مع متغيراته والإفادة من منجزاه، والوقاية من أخطاره، ولا بد أن ينبني هذا الأمر على قاعدة التفكير، وما يتضمنه من مهارات وعمليات، وخلاف ذلك فإن الموقف المتخذ تجاه التحديات سيجرد صاحبه لا محالة من قدرة المواجهة، فمثلما استطاع الإنسان من خلال التفكير إكتشاف الحقائق العلمية والتوصل إلى هذا الحكم الهائل من العلوم، وتسخيرها بكافة مناحي الحياة، فإنه يستطيع أيضاً أن يواجه التحديات التي أحدثتها تطبيقات المعرفة وتراكمها وتسارعها، بإيجاد السبل والحلول التي تمكنه من مواجهة التحديات بالتكيف معها، وإستيعاب تطوراتها ومواكبة تسارعها، وهنا يصبح التفكير وتنمية مهاراته ضرورة ملحة كهدف جوهري للتربية، وهذا ما نبهت ودعت إليه العديد من المؤسسات والمنظمات والهيئات التربوية إدراكاً منها لأهمية التفكير وتعلمه وتعليمه وتنمية مهاراته لدى المتعلمين ليتمكنوا من مواكبة العصر والتأقلم مع تطوراته ومواجهة تحدياته بعقول نيّرة، ورؤى ثاقبة ومهارات فاعلة.
وهنا يغدو التفكير بمثابة جواز مرور يمنح حامله حرية الحركة والعبور عبر عالم متغير متسارع ويحميه من حالة الإغتراب التي ربما تقوده إلى معاقل الجهل والتخلف، هذا وتعدّ مناهج الدراسات الإجتماعية في مقدمة المناهج المدرسية التي تقع عليها مسؤولية تنمية التفكير لدى المتعلمين، كيف لا وهي ذات إرتباط مباشر وصلة وثيقة بالإنسان؟...
بل أن الإنسان يعدّ هدفها الرئيس، وإلى هذا يعدّ التاريخ أحد فروع الدراسات الإجتماعية كونه يعني بدراسة الإنسان وتفاعله مع الجماعات ومع البيئة، ويهدف عند تدريسه إلى إكساب المتعلم الإتجاهات والقيم الوطنية والقومية والإنسانية وتنمية مهارات التفكير لديه، كما يمثل التاريخ أيضاً مصدراً من مصادر الدراسات الإجتماعية، حيث يقوم على البحث في الماضي والحاضر وأحداث الزمانية والمكانية وممارسات المجتمع وإنجازاته، ويعمل على تعريف الفرد بمجمعه وبماضيه وحاضره وإستشراف مستقبله، ولأهمية فهم معلم الدراسات الإجتماعية بشكل عام، ومعلّم التاريخ بشكل خاص للتفكير التاريخي وأهميته وإمتلاك مهاراته للمساعدة في إكساب الطلبة لتلك المهارات، يبين المجلس الوطني للدراسات الإجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية (1994/ NCSS) أن تدريس معلمي الدراسات وتعريفهم بمهارات البحث والتفكير التاريخي يعدّ من الكفايات المهمة التي تمكن المعلم من جعل الطلبة قادرين على الإستجابة للتحدي، لأن العامل الحاسم في التعليم الفعّال لمبحث التاريخ يتوقف على فهم المعلم لطبيعة التاريخ وإكتسابه لمهارات البحث والتفكير التاريخي.
وإستكمالاً لما سبق يأتي هذا الكتاب ليبحث في مدى فاعلية برنامج تدريبي قائم على مهارات التفكير التاريخي؛ ولا سيما في ظلّ التطورات التربوية التي يشهدها الأردن ممثلة بالتطوير التربوي نحو الإقتصاد المصرفي (Erfke) الذي يعني بإعداد الطلبة للتعايش الفاعل والمتفاعل في مجتمع الإقتصاد المعرفي والمنافسة فيه بكفاءة وجدارة؛ إلى جانب ما يوفره من إقتصاد مصرفي سعت وزارة التربية والتعليم إلى تطويره عبر نظامها التربوي الذي يعنى بالإقتصاد الذي يدور حول الحصول على المعرفة والمشاركة فيها وإستخدامها وتوظيفها وإبتكارها وإنتاجها؛ بهدف تحسين الحياة بمجالاتها كافة.
ومن خلال ما تم إستعراضه سابقاً حول التفكير التاريخي، وما يتضمنه من مهارات فكرية، يمكن إدراك أهمية ودور هذا النمط الفكري والنشاط العقلي إن أحسن تعليمه وتطبيقه في صقل وبناء الشخصية المتكاملة للمتعلم بأبعادها المعرفية والوجدانية، بما يحقق الهدف الجوهري للدراسات الإجتماعية، ومن ضمنها التاريخ.
وهكذا فإن التربية معنية بالدرجة الأولى في تعليم التفكير التاريخي وتنمية مهاراته لدى التلاميذ من خلال تضمين هذا النمط التاريخي في مناهجها ووضع المحتوى المناسب والإستراتجيات الفاعلة، والتقويم الحقيقي وإعداد المعلم بما يحقق الهدف المنشود في إكساب التلاميذ التفكير التاريخي ومهاراته المتعددة، لذا سعى الباحث في كتابه هذا لفحص مناهج التاريخ لصف العاشر الأساسي الذي تم تطبيق البرنامج التدريبي بشأنه، وتم فحص وثائق المنهاج الثلاث، النتاجات التعليمية، ودليل المعلم، وكتاب التاريخ بهدف التعرف إلى مدى معالجة هذا المنهاج للتفكير التاريخي وإستخدام مهاراته. إقرأ المزيد