تاريخ النشر: 21/03/2019
الناشر: رياض الريس للكتب والنشر
نبذة الناشر:كان الصيادون الذين جلست بينهم يوم الأحد، الثالث عشر من نيسان سنة خمس وسبعين وتسع مائة وألف، يصلحون شباكهم في المقهى، قبالة بحر هادئ وليِّن.
خلت أن المشهد الذي كنت في وسطه إنجيلي الظلال والوحي: الشباك، والصيادون، والبحر كأنه بحيرة، وسقف المقهى تميل أوراق أغصانه الجافة مع ريح طرية، والكلام الذي ...يقوله الرجال الحفاة لا يختلف ببساطته ووضوحه واختصاره عن البحر والهواء والشمس، كانوا يتكلمون وهم يَصِلون من خيطان الشباك ما انقطع وتخرَّم.
وكنت أنا أصلح شباكي الداخلية وزمني المتقطع في ضوء كلامهم، وضوء نهار صيدا الذي تشدني إليه معرفة قديمة.
إلا أن الكلام كان شديد الإختصار والبساطة، وكان يتدفق على وجه واحد حتى بدا أن بعض المتحدثين يصحح لبعضهم الآخر ما التوى من حديثه وانحرف.
وكان الكلام متشابهاً إلى حد لا يصلح معه أن الذين أستمع إليهم كانوا في مواضع متفرقة من المدينة، أو أنهم كثرة وليسوا شخصاً واحداً في أفواه كثيرة.
كانت أمواج صغيرة تنحفز للإنقضاض على الرمل، وتعاود التحفز والإنقضاض غير عابئة بالجزر الذي يعيدها كل مرة.
وكانت قلعة صيدا البحرية عيناً قاتمة في وسط هذا النور كله، تنظر إلى البحر والسماء المتواطئين بحَرَن من يعرف بينما الآخرون في غيهم وعماهم. إقرأ المزيد