نقد العقل الغربي الحداثة ما بعد الحداثة
(0)    
المرتبة: 11,705
تاريخ النشر: 01/01/1996
الناشر: منشورات مركز الإنماء القومي
نبذة نيل وفرات:يتناول مطاع الصفدي على هذه الصفحات موضوع نقد العقل الغربي ويبحث ذلك على ضوء الحداثة وما بعدها في محاولة لفهمه لأنه وإذا كان ثمة مدخل حقيقي لفهم هذا العقل الغربي فهو يكون من خلال مواكبة تطورات صراعه مع الحداثة. وهدفه من وراء هذا البحث قراءة العقل الغربي بعينه والذي ...رصده المؤلف عبر رحلاته المتلاحقة في نقد ذاته، ونقد نقده. لأنه يوجد في نقده وليس في موضوعه.
إذ من غير الممكن اختلاف المعارضة من خارجه إن لم تكن ذاتاً معاصرة وجوانبه من داخل خطاباته نفسها. وينتهي المؤلف إلى حقيقة تتمثل في أن قصة العقل الغربي مع ذاته ليست أمثولة للآخرين، ولا نموذجاً للتقليد. لكنها هي كذلك قصة للعقل قابلة لأن تكتب بغير حروفيتها الأصلية، وأن تقرأ بغير عيون وألسنة أبطالها وحدهم، فهي لشدة دراميتها وشمولية معاناتها، تبدو كما لو كانت قصة لكل عقل يفارق الامتثال مع أصنامه، ويقرر المغامرة في مجهوله ذاك.
بمعنى آخر عند هذا المنعطف يصير النقد الغربي هو نقد العقل العربي، لأننا نقرأ فيه ما كان ينبغي لنا أن نكتبه لو لم تسرق منا أقلامنا، وتمزق صحفنا، ونقذف بأنفسنا إلى قبو العالم. نحكم إغلاق أبوابه، نرمي بمفاتيحه إلى رياح الصحارى، ثم نقضي العمر في انتظار عودة ذات النفس، لكن بدون نفس.نبذة الناشر:أن نقرأ العقل الغربي بعينه، فهذا يعني أن تصحبه عبر رحلاته المتلاحقة في نقد ذاته، وفقد نقده، حتى لا تحال أننا نرى هذا العقل إلا وهو في حالة مفارقة مضطردة لتسمياته ومواقعه، فهو يوجد في نقده وليس في موضوعه، ثم أنه ليس هناك جسراً آخر من النقد يمتد مما هو عراه إلى عرينه، لأنه حيثما هو مطلوب ومستهدف فإنه مفقود ومنزاح وفي الوقت الذي جرب هذا العقل كل أدوات تحليله وتفكيكه، فإنه لا يمكن إختلاف المعارضة من خارجه إن لم تكن ذات معاصرة وجدانية من داخل خطاباته نفسها. أليس نقد العقل الغربي هو من نصوص نقد العقل، بدون تخصيص أو تشبه. والمهم أولاً ألا نجهله أو نتجاهله، وألا نرفضه قبل أن نعرفه، وينبوعه لا كنا كمن يكذّب شروق الشمس لأنها لم تشرق من قرينه، ولكن الشمس مشرقة وساطعة والمهم أن نقدر على فتح عيوننا، ونعانق الضوء وينبوعه كما هو من أجفافنا. عند ذلك يصير نقد العقل الغربي هو نقد العقل العربي، لأننا نقرأ فيه ما كان ينبغي لنا أن نكتبه لو لم تسرق منا أقلامنا، وتمزّق صحفنا...
من هذا المنطلق يأتي هذا الكتاب الذي يقرأ المؤلف من خلاله العقل الغربي كما قرأ هو ذاته، وكما عرف هو خصائصه وإعترف هو بشطحاته وسقطاته، وأن يقرأ نقده هو لأنظمته المعرفية ونتاجاته المتتابعة، ثم تحولاته عنها، وإنزياحاته الإنعطافية. وأيضاً أن يقرأ المؤلف نقده لنقده، وحداثة المتناهي عندما تعثر على آثار حداثة اللامتناهي وصولاً إلى ساعة العقل الأخيرة، عندما يواجه نفسه أخيراً عارياً من كل مخترعاته السابقة، متوازناً ومتواضعاً، وعائداً بيسر ولذّة إلى مواقعيته الأصلية في جسد فرد، قبل أن يكون في رأس انسان... إقرأ المزيد